رواية

عبد على حسن. / العراق

الرواية الافصاحية

 

* الرواية الإفصاحية *

الناقد العراقي
عبد علي حسن

عرفت الرواية كجنس أدبي منذ ظهورها في القرن الثامن عشر ولحد الآن انواعا عديدة تبعا لما تهتم به من موضوعات وأهداف كالرواية الإيقاظية والرواية التعليمية والرواية الشيئية ورواية الاطروحة والرواية الانسيابية ورواية الميتافكشن/ماوراء السرد ورواية الواقعية السحرية والرواية الواقعية وسواها من الانواع الروائية التي تمكن النقد من تأشيرها وفق مجموعة من السمات المشتركة التي تضمنتها الروايات .

والرواية الإفصاحية تسمية اطلقتها على نوع جديد من الروايات العراقية المنتجة بعد عام 2003 المشتركة في سماتها البنائية من خلال تقديم بحثي النقدي في الجلسة الثانية لمؤتمر السرد الثاني الذي اقيم في العاصمة بغداد للمدة من 5–6/مايو/2017 . والذي شهد نجاحا ملحوظا وعلى كافة المستويات . وقد حصل المصطلح على مقبولية عند بعض الاصدقاء من النقاد والروائيين و التباس في التوصل الى مفهوم المصطلح عند البعض الآخر . ومرد ذلك الالتباس هو الوقت القصير جدا المخصص لكل باحث ، اذ ليس بالامكان وخلال اقل من 15 دقيقة ان تقدم منظومة كاملة من المفاهيم المتعلقة بالبحث سيما وان المتلقين لايملكون مرجعية مسبقة بالمفهوم الجديد ، علما ان البحث منشور في الكتاب الذي صدر عن المؤتمر ، الا ان الوقت ربما لم يسعف البعض للاطلاع على البحوث وتكون صورة اولية عن مجمل البحوث المقدمة .
ولأجل توضيح التباس القصد لهذا المفهوم الذي نتج عن متابعة ماتيسر من متابعة العدد الكبير من الروايات العراقية المنتجة بعد عام 2003 والتي اقتربت من مخرجات التحول البنيوي للمجتمع العراقي ومايشهده من ظواهر التضادات الدينية والطائفية والسياسية وما ينجم عنها من شيوع مظاهر التهديد اليومي لوجود الانسان العراقي .
لاجل ذلك سأحاول وضع تعريف لهذا النوع الجديد الذي اقترحته كيما يكون هنالك تصور واضح عنه :— (
اذن فالرواية الافصاحية هي مركب سردي يتشكل من تداخل وتركيب نصين ، الأول سابق وهو نص الواقع اي نسخ الواقعة الحاصلة في حركة الواقع اليومي والراكزة في الذاكرة الجمعية ومتبدية للمتلقي في تفاصيل حياته اليومية ، والثاني هو النص المتخيل . ويتم معالجة هذا التركيب وفق معطيات التقنيات والآليات السردية المعاصرة التي اقترحتها وتوصلت اليها المناهج النقدية للحداثة وما بعدها . وبهذه التركيبة فإن الرواية الافصاحية تقع بين نوعين روائيين الاول الرواية المنسوجة برمتها من خيال الروائي والثاني هو الرواية الوثائقية التي يتبدى فيها جهد الروائي على الكشف عن براعته في استخدام الآليات السردية الحديثة من صياغات واساليب ولعب لغوي مع المحافظة على دقة الأحداث وحقيقيتها دون اي اضافة شخصيات او أحداث او تخيل خارج حدود الوقائع المنقولة والمنسوخة من الواقع ، اما هدف هذه الرواية وجدوى هذه الرواية هو تعميق الاحساس بالواقع وتمكتن المتلقي عبر النص المتخيل من الوصول الى الدلالات الجوانية المستبطنة لتفاصيل الواقعة المنسوخة عبر التأويل )
وجدير بالذكر ان البحث قد اعتمد المعنى اللغوي المتماهي مع المعنى الاصطلاحي لمفردة (الإفصاح) وهو الكشف والابانة دون المعاني الأخرى التي تذهب الى الفصاحة والبلاغة ..واعني ان الإفصاح الذي عنيته هو الكشف والابانة عن الواقعة الحقيفية .وقد كان التطبيق الاجرائي للبحث هو رواية (فندق كويستيان) للروائي خضير فليح الزيدي ورواية (ملوك الرمال) للروائي علي بدر ورواية (يامريم) للروائي سنان انطون .
وسأقوم لاحقا وضع دراسة مفصلة حول هذا النوع موجهاته ومكوناته والآليات النقدية للاشتغال عليه وفق مايردني من ملاحظات واستفسارات واسئلة .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

إغلاق