الثقافةشعر فصحى

ماهر نصر

مصر

لا تحاول
هل تعرفُ يا صديقي :ما الأسى ؟
الأسى أن لا تجدَ موتة مناسبة لك .
وأنت من علّقَ أيامه على فرع شجرة ،
ليبحث عن كفنٍ ،
وعن أبجديةٍ فاسقة،
تَخرجُ من جُحْرِها كفأرٍ جائع،
يعض ُّأصابع الشعراء .
لا يكفي أن تذهب مثلي للسوق ،
في موتي السابق حاولتُ كثيراً ،
لكنّ التجارَ يخبِّئون الموتَ الأجملَ في خزائنهم ،
ولن يعطوك موتة على مقاسِك .
كما أن لاعب السيرك
والذي تراقص فوق حبله المشدودِ،
ذلك الحبل المُعَلَّق بين مسمارين .
(هذان المسماران مثبتان على حائطي حزنه) .
اللاعب لن يمدّ إليك ظلال حبله ،
كي تجرب موتة يصفِّق لها الجمهور.
الرهبان في المعابد
والأولياء الطيبون في المساجد ،
لا يحبون أن تجرب رائحة المسكِ
التي تفوح من أصابع أقدامهم ،
حينما يرسمون في كراساتهم موتة لأنفسهم .
لا تذهب إلى ساحة للحرب .
السهام والبنادق سوف ترتد
قبل أن يرتد إليك حلمك ،
ولن تنال موتة بيضاء.
قف قليلاً بين جدران قلبك،
عسى أن تأتيك موتة بلون قوس قزح .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

إغلاق