الثقافةشعر فصحى

عامر الساعدي

العراق

هَكَذَا أَخْبَرْتُ اللّهَ
::::::::::::::::::::::
لَمْ نَمُتْ بَعدُ
مازلْنا أَحْيَاءً
وأَخبَرْتُ اللهَ أنني حَيٌّ
لَكِنَّ الأراجيحَ مَربُوطَةٌ
بِمَسَاجِدٍ خَاوِيَةٍ
مِنْ دُونِ مُؤَذِّنٍ، أَو صَوتِ تَكبيرٍ
مازلْنا نَتَأَمَّلُ اللُّعَبَ مِثْلَ الفَرَاشَاتِ بِالضَّوءِ
قَبْلَ أَنْ يَجرُفَنَا سَيَّلُ الظَّلَامِ
وَيَنهبَ أجنِحَتَنَا بِفَمٍ يُشبِهُ فُوَّهَةُ الحُروبِ
أَخْبَرْتُ اللهَ أنني حَيٌّ
أَكَتَبُ بَعضَ الكَلِمَاتِ
عَلَى بَالونَاتٍ لِأُوَزِّعَهَا على أَطْفَالٍ
فَقَدُوا أَقدَامَهُمْ
فِي رِحلَةٍ نَحوَ مُدُنِ الأحلَامِ
لِيُسَجِّلُوا أَسمَاءَهُم عِندَ المَلَائِكةِ
قَبلَ أَنْ يَنتَهِيَ السَّلَامُ
أَخْبَرْتُ اللهَ أنني حَيٌّ
إنَّنَا لَمْ نَمُتْ بَعدُ
مازلنا في قَيدِ الْأَمَلِ

لَكِنَّ الضَّوْءَ يَنْبِضُ بِبُطْءٍ
مرسومٌ عَلَى الزَّهرَةِ
وَجهُهَا، مُغَطَّى بِإِيمَاءَاتِ الخَوفِ
يَتَنَفَّسُ الرُّعبُ مِنْ دُونِ عَينَينِ
فُقدتْ بِتَجَاعِيدِ ضَحكَاتٍ مَبتُورَةٍ
حينَما كَانَتْ تَنَامُ بَينَ جُرحٍ وَجُرحٍ
وَهِي تَفْتَحُ نهراً أَحمرَ
كُلَّمَا اِستَيقَظَتِ الشفاهُ
تُتَمتِمُ تَرنِيمَاتٌ جَنَائِزِيَّةُ
لِتَضعَ أَكَالِيلَ زُهُورٍ ميتةٍ
هَكَذَا أَخْبَرْتُ اللهَ…..
إنَّنَا لَمْ نَمُتْ
لَكِنَّنَا وَاقْفُوَنَ بِطَابُورِ التَّعزِيَةِ.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

إغلاق