“طريق ورصاص ”
يطاردني أصدقائي الذين ضيّعتهم السواتر،
منذ مدّة يتسلل الكثير منهم إلى نومي،
يقفون في طابور طويل،
الكل متساوون في التلاوة، ما أن ينتهي أحدهم
حتى يبدأ الآخر،
يقرأون عليَ القصائد التي كتبتها عن الحرب
يقرأونها بصوت عال ،
منذ مدّة …
وأنا أصحو برأسٍ ممتلئ
مثل بالون واهن يكاد أن ينفجر،
ممتلئ بحروفٍ ميتة
وبدخان صورٍ محترقة، فقدت الكثير من أطرافها …
:
في الحرب أيّ موت ممكن أن يكون ملائماً لرجل لايحسن إلا الكتابة
والقراءة ؟!….
لا شيء،اكثر من قصائد باردة
أصابتها أمراض مزمنة ….
ورصاص طائش
:
لا يهم أن تطول المدة التي نسلكها
خطوة، خطوتان
شارع، شارعان
مدينة، مدينتان
أو مسافة مستقيمة طولها
اقل من عُمر …،
سمعتُ مرة ..
أن الحياة مجرد باب نفتحه ثم نغلقه خلف ظهورنا بضحكة ماسخة
أو دمعة أمّارة بالخسارة …،
وهذه الدنيا عبارة عن لعبة نرد
تارة ما نربحها وغالباً ما تربحنا،
وسمعت …
كلنا ذاهبون إلى المقابر، الطريق واحد
والأسباب كثيرة
مهما تقاطعت الجهات
هناك سهم يدل إلى الجهة المراد وصولها
نمضيه مُرغمين …
:
أخبرتني أمي
حين ولدتْ …
لم أصرخ ، حبستُ بكائي
لفترة طويلة
وعيناي كانتا مفتوحتان
بوجه قابلتي
كانت بشرتي مصبوغة باللون الأزق
وملامحي حزينة
كنتُ أخاف الضوء – هكذا قالت –
وحين تشعر بالجوع تأبى أن تأخذ ثديي
وكنتَ نحيلاً جداً …
وحين كبرت ..
أخبرتني أني ذاهب لا محال، وأنها ستجلس على عتبة الدار
تسأل الواصلين عن موعد قدومي …
ِ