شعر فصحى

عامر الطيب

.

لا تلفت إنتباهنا البلاد الضّيّقة مثل ساعة يد
أو البلاد الواضحة مثل نخلة محترقة
حفظنا أغلبَ حكايات أجدادنا
و نمنا طويلاً في الورق القديم إلى أنْ وجدنا لحمنا لزجًا
و دمنا سهل المنال
و اللوثة الّتي تزدهرُ صارت شبحًا يجمع الحطب من كلامنا
أو من يأسنا الطّويل
هي لوثة الحبّ الّتي ستظلُّ أثرًا
حتّى بعد أنْ نتفادى المرأةَ و ننشدُ جنسًا لطيفًا يشبه الموت !

ما هي هذه الأبديّة الّتي نتجاوزها بالكلام
و بالحجج القديمة ؟
هل هي رواية شائكة
نكملها سريعًا في القطار
ثمّ لا نصلُ إلى البيت !

قلتُ لأغنيتي الأخيرة اِكتملي
بكِ سأنهي حياتي و أقول السّخط المتراكم
الّذي أجّلته
لكنّ أغنيتي الأخيرة
قالتْ أنّني أغنيتك الأولى!

أدور حول فراشكِ غير قادر على حمايته من الضّوء
و عندما أجدُ حيّزًا بسيطًا
كأثر طازج لجسدكِ
أندفعُ متلهفًا
مثلما تندفعُ اليدُ الصّغيرة في بطن اليد الأصغر منها !

الطّفلة في السّنة الأولى من عمرها
يجوزُ لها أنْ تحبَّ و تحفر اسم
حبيبها الطّفل بأظافرها على العجين
قد ترسم اسمه على شكل خطٍّ
أو دائرة مرتبكة
أو خطّين متضادّين
لكنّها ستنحب طويلاً على إعتبار أنّ أمها ستخبز العجين كلّه
و على إعتبار أنّها لا تستطيع أنْ تهضمَ الخبز !

لا توجدُ سماءٌ طيّبةٌ
كلُّ إله يقيمٌ هناك سنثير شفقته
كلُّ مطر ينزل من هناك
سيدمّر بيوتنا الصّغيرة على الرَّمل!

نموت الآن ،نخترع فصلاً ، نحرصُ ، نتلوّن ، نطير ، ندافع ،
ندور ، نعالج ، نولد ، نسخط ، ننزل ، ننام ، نجرّب،
نحرق الحطب ، نحرقه مرّةً أخرى،
نمشي ، نجدُ صدفة طعامًا قديمًا
مثل حبّك نأكله و نموت إلى الأبد !

▪▪▪
#عامر الطيب

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً

إغلاق
إغلاق