فتحي مهذب
جذور وينابيع
ذات يوم
سنختفي مثل فقاقيع هلامية..
تاركين أصواتنا معلقة على حبل الغسيل..
مثل ملابس شفافة في دير مهجور..
دموعنا في زجاجة ثمينة للغاية..
ظلالنا مندسة في عروق دوار الشمس..
أخطاءنا في قاعة الإستحمام..
قمح صلواتنا في عيون الصغار..
أجراس خطواتنا في المعابد..
سنختفي إلى الأبد..
تاركين الشمس تواصل لعبتها العبثية..
والقمر يضحك باستمرار
فوق رؤوس الجبال..
مثل إلاه تضحكه مشية الموت العرجاء ..
تاركين بريد التعازي لحمام الصداقة..
تاركين شقوقا عميقة
في قلوب الأحبة..
قواربنا لبحارة لم يولدو بعد..
مقاعدنا لضيوف جدد..
منازلنا الهشة للعميان..
والغابة الأبدية لطيور الهواجس النائمة..
صورنا الأنيقة في ألبوم العائلة..
وفهارس أسمائنا في الحديقة..
بينما أرواحنا الجميلة..
والمتعبة جدا..
تزور العالم الحي..
في شكل فراشات نادرة..
تتدافع حذو شجرات اللوز ..