شعر فصحى

ابراهيم جمال الدين التوني

كم وردة سيلقي المحبون

 


هل من الطبيعي
أن يتلو وصيتَه وهو حيٌّ؟
كما يقولون:
لا يملك من حطام الدنيا شيئًا
ولن يحمل في رحلة الذهاب شيئًا
الأكفان ليست كالجلباب
والموت لا يشبه سيره المعتاد
لصلاة الجمعة
كان جيبه مثقلًا بعلبة سجائره
الهاتف المحمول في وضع الصامت
كان يحسد المسيحي
لأنه يملك حق الاعتراف
بينما كان يرى نفسه
يراكم خطاياهُ
كان حسن السِّيرة
وحده
كان يعرف
كيف تدرَّب منذ الصِّغر
على استعارة وجه طيبٍ؟
كيف أخفى جريمته الأولى
حين مات جروه الصغير مختنقًا؟
كيف لم يلحظ صاحب البقالة اختفاء الحلوى؟
كلما أرسلته أمه للتسوُّق
كم مرةً غادر
تاركًا نهرًا من الدموع على خد بنتٍ؟
كم مرةً تعرى بين ذراعي امرأةٍ؟
كم جنينًا خلَّف للموت؟

كان طيبًا…
كم وردةً سيُلقي المحبون على قبره؟

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً

إغلاق
إغلاق