الثقافةشعر فصحى

جمعة عبد العليم

ليبيا

ليلة

أنا الليلة حزين ..
لا جديد في الأمر
كثيرا ما يجتاحني الحزن
لا أنكر أنه حزن نبيل
ينعّم روحي
حين تشحذها
شفرات العيش القاسية
يستبدل صخب اليومي
بلحن ينساب على مهل
يتغلغل في مسامات الروح
يسرّح المسارات المكتظة
بهتافات الباعة
ولعنات السائقين
في مخانق الطرق
ووابل الرصاص اليومي
الذي يخرق طبلة القلب
يزرع نبتة
ليست بهية اللون
ليست زكية الرائحة
لكنها تصنع ظِلا
في هذا الصهد القاسي
أنا الليلة حزين
وكعادتي حين أكون حزينا
تقترب الدمعة كلّما
سقط سهوا اسم قريب غاب
على بلاط الذاكرة
أو غنّى أحدهم بطريقة مغايرة
أو مات بطل الفيلم
في مواجهة قسوة الحياة
أو حطت قنبلة
على سطح بيت آمن
واصطحبت ساكنيه جميعا
صوب الثقب الأسود
الذي يسمونه شهادة
أعيد ترتيب المواقف
أعيد برمجة العواطف
فلا أكون إلا أنا
فاقعا لا أتناسب
مع حيادية الألوان
التي تحيط بمحض بساطتي
طفلا لا أحسن انتقاء الكلمات
فأرمي بها في برك الأنماط
غير عابئ
بما تثيره من نشاز
يقودني قلبي
على قدمين من نزق
لكنني الليلة حزين
رغم التراكيب التي أسوقها
والمعاني التي أسوّق لها
حزين بحجم هذا الوطن
الغارق في أوحال الكراهية ..
المكبل بأحقاده
الملطّخ بدماء أبنائه
حزين بمدى الأفق المظلم
والشمعة التي تكاد تذوي
في آخر النفق ..

جمعة عبدالعليم
ليبيا

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً

إغلاق
إغلاق