فعاليات ثقافية

الفلزات هي السبب في تقدم الامم

د مجدي قاسم

د مجدي قاسم يروي كيف تتقدم الامم و رحلة العلم و الانسانية و جزء من حياته الشخصية

تعلم في مدارس عادية، في قرية كفر شبين القناطر الخيرية محافظة القليوبية، عشق العلوم فتخصص في «الفلزات التي يقول عنها انها السبب في تقدم الأمم.
كان الأول على كليته، «البترول والتعدين في جامعة قناة السويس، تزوج بأسلوب تقليدي من ابنة خالته، أسرته مكونة من أربعة أبناء الكبرى خريجة صحافة ولم تعمل بعد ان تزوجت، وحسام وأحمد يعملان في مجال الحاسبات وابراهيم في الثانية الثانوية ويأخذ دروساً خصوصية. بالعبارات السابقة بدأ رئيس هيئة الاعتماد والجودة د. مجدي قاسم حديثه عن الجانب الآخر في حياته، وحكى لـ «النهار عن رحلته من قرية كفر شبين الى أكبر جامعات أميركا وألمانيا ثم العودة لجامعته قناة السويس، وما بينها من أفراح وأتراح.
وقال: زوجتي ابنه خالتي، لذلك كان زواجي تقليدياً، وأجلت مناقشة رسالتها الدكتوراه بعد زواجنا، أسرتي تضم أربعة أولاد الكبرى خريجة صحافة والصغيرة في الصف الثاني الثانوي، أما الآخران فيعملان في هندسة الحاسبات، انا من قرية كفر شبين بالقناطر الخيرية وبها أكبر نسبة تعليم في المحافظة عندما كنت أدرس في أميركا، كنا نحتفل بشهر رمضان كجالية مصرية كبيرة، بحفل افطار جماعي ثم سحور ثم نعقد لقاءات تذكرنا برمضان في مصر.
وتحدث د. قاسم عن كليته، ثم انتقاله للدراسة في أميركا وألمانيا وعودته مرة أخرى لكليته، وتكلم عن جودة التعليم وأهميته وقارن بين المدارس أيام دراسته والمدارس الآن، وقال: المدارس زمان كانت تهتم بالانشطة الرياضية وهو ما نحاول العودة اليه الآن، كما ان مدرسي زمان أيام دراستي في الاعدادي والثانوي كان لديهم عمق في الثقافة وغزارة في العلم، وتقارب وتواصل معنا في الفصل وخارجه، وكان المعلم صاحب وقار وهيبة وعطاء وانتماء لذلك لا انسى معلمي في المدرسة الابتدائية الذي كان يرفض الترقية لان يرى ان السنوات الأولى في التعليم أهم سنوات تكوين الانسان.
وتذكر د. قاسم بداياته في الجامعة قائلاً: «كنت أول طالب يتخرج في قسم الفلزات في كلية البترول والتعدين ثم سافرت لاستكمال دراستي في الولايات المتحدة الأميركية.. والى نص الحوار:
نود التعرف على الوجه الآخر لرئيس الهيئة القومية لضمان جودة التعليم والاعتماد؟
اسمي مجدي عبدالوهاب قاسم، من مواطني بلدة كفر شبين، مركز شبين القناطر بمحافظة القليوبية، وهذه البلدة تتميز بان نسبة التعليم فيها عالية جداً وبها العديد من المسؤولين.
تعلمت في مدرسة ابتدائية عادية وكذلك المدرسة الاعدادية ثم الثانوية في المركز «شبين القناطر ثم التحقت بكلية هندسة البترول والتعدين، وكانت وقتها تحت رعاية منظمة اليونسكو، كان يدرس فيها خبراء أجانب، فأستاذ الفيزياء كان من ألمانيا ومدير الورش كان روسياً، ومنظمة اليونسكو كانت تمد الكلية بكل المراجع العلمية ويسرت لنا السبل للتعليم الجيد الراقي، كما أوفد في الجامعة 70 أستاذاً من مصر ليحصلوا على الدكتوراه ثم يعودون للكلية ليتم استبدال الأساتذة الأجانب بالمصريين وهذا كان ذخراً، فالمناهج جرى اعدادها عن طريق الأساتذة الأجانب وهؤلاء الخبراء كانوا يوفرون جميع الأساليب اللازمة للدراسة والتعلم في مرحلة البكالوريوس من معامل وأدوات وعينات وأجهزة وكان أمامنا عدة تخصصات انتاج البترول وتكرير البترول وكانت من التخصصات اللامعة جداً وكنت الأول على الدفعة وكان من حقي الدخول في أي قسم لكن شدني قسم هندسة الفلزات لانه يتسم ببعد استراتيجي في أي دولة في العالم، وكان يمكن ان انضم لقسم انتاج البترول وأعمل في مجال البترول في أي شركة التي تدفع أموالاً طائلة لكنني فضلت هندسة الفلزات لما لها من بعد استراتيجي قومي، فعلى سبيل المثال كل دولة في العالم وأي دولة مهتمة بالتسلح والمعدات والبنية الأساسية والطاقة النووية لابد ان تهتم بهندسة الفلزات لانها تتعامل مع استخراج المعادن من أول الحديد والنحاس الى اليورانيوم وتتعامل معها بتحويلها لسبائك ومعادن، والدول التي تنشئ بنية أساسية جيدة تعتمد على هذا القسم ويسمونه هندسة و«علوم المواد أو هندسة الفلزات فكل المعامل التي تتعامل مع المعدات الدقيقة والتي يتم تركيبها في جسم الانسان حتى المواد المستخدمة في الطائرات كل هذا يعتمد على مهندسي الفلزات أو مهندسي «علوم المواد فاستهواني ان أترك البترول بكل مغرياته وأتخصص في هذا، فهذا التخصص استراتيجي جداً في جميع الحروب فهو الذي يقلب الموازين فكلما كان هناك اختراع كانت هناك حاجة الى المواد التي يمكن تطبيق هذا الاختراع بها لذلك أحببت هذا القسم وأصبحت معيداً فيه ثم درست الماجستير في مصر وبعدها سافرت للولايات وحصلت على ماجستير آخر من جامعة عريقة هي جامعة «ولاية أوهايو.
لماذا حصلت على ماجستير آخر.. هل لانهم لم يعترفوا بالماجستير المصري؟
المواد الدراسية المؤهلة للدراسات العليا في مصر وقتها لم تكن كافية وانا كنت أول طالب أتخرج من هذا القسم في الدراسات العليا فكان هناك حاجة لدراسة العديد من المواد الأخرى فاستغللت الفرصة للحصول على الماجستير ثم الدكتوراه وحصلت على الماجستير من أميركا ولانه لا يستقر أحد في مكان هناك لذلك وجدت فرصة في جامعة أخرى لدراسة الدكتوراه في «المواد الجديدة فذهبت لجامعة «نورث كارولاينا التي كانت تدرس «المواد الجديدة وهي حيث يتم تصنيع المواد بطرق غير تقليدية بحيث يكون لها خواص غير تقليدية وخواص جديدة مثل مواد «النانو عن طريق السبك الميكانيكي والمواد شبه المعدنية أو الزجاج المعدني وكان هذا سنة 1986 والمواد المتراكبة والمواد ذات التحمل لدرجة حرارة عالية تصل الى 1800° وهذه المواد لها خواص جديدة جداً، فالأستاذ الذي كنت أعمل معه اكتسبت منه الكثير وكان قادماً من مركز قومي أميركي للبحوث، وكان يحمل فكراً هائلاً ومتطوراً فاكتسبت منه خبرة عالية لما له من عمق وغزارة في هذا المجال وهذا ظهر على أبحاثي التي قدمتها بها لمناطق أخرى وحصلت على الدكتوراه سنة 90 من جامعة نورث كارولاينا.
هل تتذكر موضوع الدكتوراه؟
كان موضوع الدكتوراه هو «انتاج مواد تتحمل درجات حرارة عالية «وهي المواد (غير المعدنية) فهي لا تنصهر وهي أقوى من الحديد اذا انصهر هو فهي لا تنصهر وتستخدم في تطبيقات مهمة تدخل في أمور الأمن القومي.
هل عدت بعدها مباشرة الى مصر؟
عدت الى مصر أحمل العديد من الأفكار في تطوير التعليم وبدأنا ننقل من أميركا كل الأساليب والسبل وكان في هذا الوقت الكلية التي أعمل بها تستعمل الفيديو للمواد التعليمية وكان هناك استخدام للـ «سي. دي التعليمي ونقلت هذه الأفكار واستخدام التكنولوجيا في التعليم الى مصر واشترينا فيديو وأثار هذا اندهاش الكثيرين وكان مقر الكلية في السويس وبدانا نعمل هناك وتميز القسم الخاص بنا بالعمل في مواد جديدة، فلقد كان به أساتذة تخرجوا من انكلترا وفرنسا وأميركا وروسيا وكانت هناك بداية طيبة في هندسة البترول وهذا التنوع أثرى بشكل جيد.
وماذا عن المعوقات التي قابلتها؟
المسيرة الخاصة بي لم يعوقها عدم وجود معدات للعمل بها فلقد قمت بصناعة قطعتين من المعدات لاستخدمهما في مصر واستمررت بالعمل بهذه المعدات فهناك دائماً فرصة لتصنيع الأجهزة وليس استيرادها فقط وهي عبارة عن جهاز للسبك الميكانيكي ويستعمل في تصنيع بودرة المعادن وتخلطها مع بعض في وجود «كور من الصلب لان السرعات عالية جداً ونعمل سبائك في صورة مسحوق يتحول أثناء الطحن الى مواد نانو مترية.
ودعم هذا سفري الى ألمانيا لانها كانت تهتم بما أفعله فكنت أسافر تقريباً كل 3 شهور في مراكز بحثية مختلفة سواء في جامعة «آخن في ألمانيا أو برلين وحاضرت في جامعة «كالوستال في نفس التخصص وكنت عضواً في هيئة التدريس بجامعة قناة السويس ولم يكن هناك مشاكل بل كان هناك احتكاك مع المدرسة الألمانية وحدث تواصل بيننا رغم انه كانت هناك فرصة كبيرة في أميركا للاقامة وأعطوا لي عقداً للاستمرار لكني رجعت لانه كان هناك رغبة للبناء في بلدنا، وغيرنا طرق التدريس وأدخلنا التكنولوجيا في التعليم وأساليب تطوير المناهج كالكشف «غير الاتلافي للمعادن وكثير من طلابي أخذوا هذه الخبرات وهي استخدام أشعة x أوغاما في الكشف عن عيوب الكباري والسفن وهذا مهم ان تفيد الدراسة المجال العملي لان الطالب اذا لم يصل لذلك فكانه لم يتعلم، ثم حصلت على سنة كوظيفة باحث في معهد متخصص في ألمانية.
هل وجدت اختلافاً بين المدرستين العلميتين في أميركا وألمانيا؟
ما عرفته ان كلا من ألمانيا وأميركا تهتمان بهذا الفرع من العلوم لان به نقلات هائلة سواء في مراكب الفضاء أو مجالات مدنية أو عسكرية تعتمد على هذا التخصص وهذا التخصص يخدم جميع المجالات وهو صمام أمان وأمن قومي علمي لكونه علماً استراتيجياً.
أين هذا العلم الآن في مصر؟
كالعلوم الأخرى لم يأخذ حقه لكن الاهتمام به يمكن ان يحدث نقلة طيبة جداً وكل الدول المهتمة به متقدمة استراتيجياً وأتمنى ان يتم الاهتمام به لاحداث نقلة في التنمية الصناعية والاقتصادية ويعالج مشاكل كثيرة تمس الأمن القومي فيجب الاهتمام بهذا التخصص لأي بلد تود الوقوف على قدميها.
هل غادرت مصر بعد ذلك؟
نعم أخذت سنة كأستاذ في ألمانيا كوظيفة وأحسست ان المواد الجديدة ستنقل العالم لدنيا الى دنيا جديدة وان مواد النانو ستحول أجهزة كثيرة الى أحجام صغيرة جداً أكثر مما نعرفها وهذا سيكون له أهمية، وهناك مواد ستؤثر على استهلاك الطاقة وهناك مواد مغناطيسية تستخدم في القاطرات والطائرات التي يهتم بها العالم كله لهذا عملت في هذا المجال سنة كاملة واكتسبت خبرات هائلة وقمنا بعمل أبحاث جيدة في هذه المجالات.
نعود لحديث الذكريات والنواحي الاجتماعية.. بعيداً عن العمل؟
قبل سفري لأميركا تزوجت، والآن لي 3 أولاد وبنت خريجة آداب قسم صحافة، وحسام خريج حاسبات ومعلومات ويعمل في مجال البرمجة في احدى الشركات، وأحمد يدرس هندسة اتصالات، وابراهيم في ثانية ثانوي.
هل تعاملوا مع الدروس الخصوصية؟
طبعاً.. تعاطوا الدروس الخصوصية، خاصة الزوجة تعمل في مجال التربية وحاصلة على دكتوراه في علم النفس التربوي من جامعة بنها في مجال «صعوبات التعلم.
وعندما عدت من ألمانيا أصبحت وكيلاً لهندسة البترول لشؤون الطلاب لمدة سنة وفي هذه السنة بدأت اشتغل في اجراءات الجودة المطلوبة وأنشأت نظاماً داخلياً لها في الكلية لان هذا كان شيئاً مهماً ووجدت مقاومة هائلة في أول الأمر وأدخلت نظام مراجعة عام لأوراق اجابات الطالب بحيث يمكن الحكم يرى من خلال ختم موضوع على الورقة هل تمت عملية التصحيح للورقة كلها أم لا سواء من الداخل أو الخارج يتم جمع الدرجات وأضفت آلية ان يكون هناك مراجعة وكانت أول مرة يحدث هذا في كلية وواجهنا صعوبات في أول الأمر عند التطبيق لكن بعد ذلك أفادت كثيراً واذا تم تطبيقها على مستوى الجامعات سيكون مردودها طيباً جداً.
كيف بدأ التعارف بينك وبين زوجتك؟
نحن أقارب ولذلك نعرف بعضنا ولم يكن هناك مجهود لنتعرف على شخصيتنا وطبعاً هي دعمتني جداً في الفترة التي كنت أعمل بها في أميركا لانها تحملت جهد الأسرة كلها ولذلك حصلت على الدكتوراه بعد عودتنا من أميركا فهي اختارت ان تضحي من أجل ان يعلو شريك حياتها، فالمرأة المصرية مثال للتضحية والأمومة والصبر والتحمل.
هل تتذكر المدارس التي تعلمت بها؟ ونريد مقارنة سريعة بين المدارس زمان.. والآن؟ وهل انت عضو مجلس آباء أو أمناء باحدى المدارس؟
انا أخرج من بيتي الساعة الثامنة صباحاً وأعود التاسعة مساء فلا وقت لدي لان اقتطع من وقت العمل لمثل هذه الأعمال لكنني أفتح بيتي للمدارس ولحل المشاكل هذه للـ 8 أو 9 مدارس في بلدنا فالمدارس التي في بلدنا والتي أدعمها أحاول تسهيل متطلباتها وألبي طلباتهم في مجال الجودة، فمدارس مصر هي مدارسنا ويسعدنا ان نجد مدارس متطورة وتسعدني تلبية خدمات أي مؤسسة تعليمية، والمدارس تختلف عن زمان كثيراً من حيث الشكل والمضمون، أما الشكل الآن فهو أحسن مما سبق لكن في الماضي كان المعلم صاحب وقار وهيبة ونحن كطلبة كنا نخجل ان ننظر للمعلم وكان المعلم فيضاً هائلاً من المعرفة والحب والانتماء لبلده وكان يعتبرنا المعلم نتاج عمله وهذه الصفات المهنية الراقية نود ان تعود فهذه الصفات العميقة لم تعد موجودة، فالمعلم عندما يرعى الجميع فهو يرعى ثروة بشرية هائلة يرعى وطنه ومستقبل بلده وأبناءه بتنمية القدرات البشرية لبلده.
ولماذا ابتعد المعلم عن هذا الآن؟
مشاكلنا بدأت مع السفر للخارج والحصول على أموال فأصبح الجميع يقارن بين الخارج والداخل ولم تحدث تنمية اقتصادية تواكب التطورات نتيجة لدخولنا في الحروب المتعددة والمعارك والمجهود الحربي والتضحيات ولم نكن لنواكب التحول الاقتصادي في العالم كله وعليه دفعنا الثمن ونجد مرتبتنا أقل من الدول الأخرى، فالمعلم أصبح يقارن بين احتياجاته ودخله ويقارن بين ما يحصل عليه الناس من الخارج كل هذا أثر على قطاع التعليم فأي قطاع آخر من العمل لم يتأثر بهذا مثل المعلم لانه يتولى لبناء وجداني للمتعلم وهذا لذلك لا يمكن ان يتم بصورة صحيحة الا اذا كان هناك رضاء وظيفي لدى القائم بالعمل فلا نجد معلماً يفتقد الرضا الوظيفي ويعلم طلابه كما ينبغي، لذلك لا يمكن محاسبة المعلم في الحال عن نتاج عمله كالمهندس مثلاً لان أثر العملية التعليمية وحدودها يقاس في وقت لاحق، فاختلاف هذه المهنة وطبيعتها جعل تأثرها بالمجريات الاجتماعية والاقتصادية تأثراً عالياً جداً، وبالتالي فان اعادة دور المدرسة كان يتطلب ان يستفيد المعلم من هذا التحول مراعاة المشاكل الحياتية والضغط النفسي وعدم الرضا الوظيفي، ويجب ان نجعل عنده اعداداً نفسياً متوازناً ويشهد ويساهم في المرحلة التي يمر بها وطنه ونصحح من أوضاعه وفي الوقت نفسه يكون لدينا آليات للثواب والعقاب ونحفظ كرامة المعلم قبل ان تأخذ منه واجبات وحقوقاً ثم ننطلق الى التنمية المهنية للمعلم لكي يستطيع ان يواكب متطلبات التعليم الجديدة من طرق حديثة ليصبح منسقاً للتعليم ومُيسراً له وليس أداة ترديد وبعدها سينطلق المعلم، لهذا نحن بصدد الاهتمام بكليات التربية اهتماماً كبيراً لكي نصل لتصحيح وضع المعلم وهذا أولاً، وثانياً اذا انطلقنا لحالة المدارس في المعامل فلقد كنا زمان في المدارس الاعدادية نقوم بنشاط وهذا له قدر مهم جداً في اذكاء المهارات وروح العمل الجماعي والمثابرة واكتساب مهارات أخرى، وهذا الآن فقدناه ولهذا لابد من اعادة الاهتمام به والمرحلة الثانوية لدينا موضوع المعامل فقد كنا أيام دراستي نفحص عينات بيولوجية وقطاعات نباتية وكنا نفحص الحيوانات كالضفادع والأرانب ونشرحها وفي الصف الثاني الثانوي نجري تجارب في معامل الكيمياء والفيزياء وكل هذا لابد ان يستعاد ولابد ان يكون هناك مدارس بها معمل فعال وقادر على الأداء للتجارب المعملية وقد نستعين بالمعامل الافتراضية جزئياً في بعض التجارب الصعبة لذلك يجب ان نضع الطالب في موقف التجارب وكتابة التقرير لان هذا يكسبه التهيئة لمرحلة متقدمة هي مرحلة التعليم الجامعي.
معلمون لا ينسون
هل هناك معلم لا تنساه؟
انا في ذاكرتي معلمون لا انساهم، معلم ابتدائي يجب ان يأخذ جائزة كبيرة من الدولة فلقد رفض الترقي وظل يعمل في تعليم الأطفال في الصف الأول والثاني الابتدائي طوال فترة عمله 40 عاماً وكان خريج دار المعلمين، والثاني معلم اللغة الانكليزية في المدرسة الثانوية الذي كان حريصاً جداً على تبسيط المادة العلمية واحتواء التلاميذ وكان حريصاً على خروج الطلاب على مستوى من الفهم.
فقد كان رجل موسوعة من الثقافة والاطلاع للآداب الانكليزية وكان يحترم نفسه وذاته كمعلم، والمعلم الثالث لمادة الأحياء كان حريصاً ألا نخرج من المعمل من دون دراسة قطاعات النباتات وكان يتابع الرسم معنا لنصل لمفاهيم كاملة عن الحقائق والموضوعات المدروسة فهؤلاء كانوا نماذج راقية لناس حريصة على أداء عملها باخلاص.
وماذا ستفعل الهيئة بعد القرار بعدم تعيين خريجي كليات التربية؟
الهيئة بصدد مشروع قومي هائل لدراسة كل نظم ضمان الجودة لكليات التربية على مستوى العالم.
والهيئة تعقد ورش عمل مع متخصصي كليات التربية ثم مؤتمر لتقديم نماذج لنظم ضمان جودة التعليم في الدول المختلفة من السويد انكلترا وآسيا وجنوب افريقيا للتزاوج بين هذه النظم ونقدم نظاماً تتبناه كليات التربية في مصر لاننا نرى ان مشكلة التعليم قبل الجامعي هي كليات التربية لانه لم يتم تخريج التعليم الذي يقدر ان يفي بمتطلبات التعليم سنحل مشكلة هذا الكم الهائل للمشاكل التي مركزها مشكلة واحدة ندور فيها.
وهي عدم المهنية وهذا يحتاج لدعم مهني كامل ونفسي وهذا ما نسعى لممارسته وللوزارة ان تضع النظم التي تراها لكن نحن نحاول ان نضع النظم التي تضمن جودة التعليم.
وترتقي بها في نظم ضمان جودة تعليم المعلم لنصل بها لجودة التدريب ونركز على فهم المعلم لدوره انه ليس ملقناً بل ميسراً للعملية التعليمية وهذا سيجعل هناك انطلاقة هائلة نتمنى احرازها.
نعود لأيام الدراسة في أميركا وذكريات شهر رمضان؟
ذكريات رمضان كانت جميلة، فكنا نقوم نحن اتحاد الطلاب المصريين بافطار جماعي وكنا أما نشتري الأكل من المطاعم أو نعده به نحن، وأذكر زملاء لي هناك منهم نائب رئيس جامعة بنها الحالي أسامة كمال وأساتذة في كلية زراعة المنوفية والعديد من الزملاء في اتحاد الطلبة وكنا ندعو مجموعات في البيوت.
أما في مصر فكنا نقوم بعمل افطار في الجامعة وكنا نعمل افطار جماعي لكل الكليات في فرع قناة السويس، أما في البيوت فنحن كفلاحين لدينا مضيفة تسع أكثر من 100 فرد وكنا نقوم بعمل افطار جماعي فيها للعائلة والأصدقاء فرمضان كريم ويحب اللمة.
وماذا تقول عن مفاجآت الوزير د. أحمد زكي بدر؟
الدكتور بدر ورث ميراثاً ثقيلاً وكونه يهز ويحرك هذه المنظومة فهذا مطلوب، وأعلم ان الله سوف يوفقه.
فهو ينزع الغبار عن النظم الموجودة وسوف تكون له انطلاقة هائلة، ونحن معه في خدمة وطننا بكل قوة ومع كل المؤسسات.

 

http://www.annaharkw.com/annahar/Resources/PdfPages/09-09-2010/P18.pdf

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

إغلاق