شعر فصحى

صدام الزيدي اليمن

ينال مني كل شيء:
صور أطفال كالثلج
نال منهم حريق في مدينة عربية،
الليلة،
خواطر جميلة تكتبها أنامل بريئة
جوع غريب وأمسية تنسلّ
من بين أصابعي
لحساب مشاوير صباحية
لا بد من إنجازها..
أواصل السهر بعينين قمحيتين
وحائط مهجور
وأغرق في نوبة بكاء
لا أدري لها سببًا.
كنت أنوي السفر إلى
أديس أبابا
لكن برنامجًا طرأ
فأربكني
ثم إنني انتبهت إلى أن جواز سفري
منتهٍ الصلاحية
كما أنني مصاب بأرقٍ لانهائي
وعلى الطرقات الممهورة بالضياع
أن تدرك هذا جيدًا..
تلقيت اعتذارًا من جهة عمل
في سراييفو
كانت روحي تطير
لكن القدر أجهز على
أجنحتها..
لا يمكنني بعد الآن
المراهنة على مخزوني
من الأمل والصمت،
رهاني الوحيد
هو أن أنسى كل من يؤذونني
وأن أكتب فحسب
موقنًا بأن القيامة هي أن
أكبر فوق جراحات العالم
المهترئ
جربت التحدي فهزمته
وجربت الانكسار فوجدتني
أتماهى بين عينيه
جربت الكتابة لأداوي القلب
من طعنات جبانة
جربت الغناء بأقصى صخب
الشاعر
فانبجست في صدري
نخلة يقين فاتنة
جربت الاستسلام
فكان قاصفًا ومزلزلًا
جربت حراسة الليل
من يقظتي
وجدتها مهنة المجانين
الذين فهموا الحياة باكرًا
فعطلوها في أدمغتهم
جربت كل شيء
تقريبًا
لكني بدأت أتشكل من
جديد
لأكون
من السهارى المذبوحين
بسكين حاقدة
جربت الاقتراب من السماوات
العشر
وحينها فقط
عثرت علي،
في يدي تغريدة نبي
وبين جوانحي
نص غريب…..
وينال مني كل شيء
حتى وإن كان راقصًا
وتطل منه صرخة أخيرة
لطفلة
أكلتها النيران
وهي تلعب بأمان….

ينال مني كل شيء
صدام الزيدي
24 يناير 2019

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً

إغلاق
إغلاق