طريق الشمس
المسافات تتساقط على مقربة من انفاسه اللاهثة و هو بالكاد يستطيع الهرولة و سط الازقة الملتوية كافعى تتماهى فوق صحراء قلبه المتخثر بدماء ضحاياه المقبورين تحت ابطه
في جنح الظلام الدامس .
انه يقتات من الرمق الاخير للضمير ليشدّ من أزره حتى يستطيع الولوج الى اخر نفق بالمدينة المنغمسة في سباتها العميق و المنهكة بضراوة الحرب الطاحنة بين العصابات التي اقحمته في مربع الموت كحصان طروادة …
تمرد اخيرا على ارباب الجريمة، و قطع لوامس الاخطبوط الملتف حول عنقه حين قارب على الهلاك في قبضة الادمان و الانحراف لتتلاشى صورته المعلقة في نبض حبيبته بطلقة قاتلة على وجه الخطأ، ثم هرب الى وجهة مجهولة …
كان كمن يقضم يده ليرسل رصاصة طائشة في جسد اعزل و قلب موؤود في ذعره ، يلعنه و يقذف به الى الجحيم قبل ان يبتلعه الموت…
لم يراهن يوما على الشمس لتكشف له شناعة ما اقترفه في العتمة و لكن الليل ظل زائره الثقيل كلما فتح نافذة تاريخه المشوّه بسجلات الوفيات الوافدين من قبو كوابيسه …
نزع خوفه الثقيل من جمجمته المعتقلة في سرداب الماضي و اطبق على تردده اللعين في مواجهة مصيره رغما عن افعاله المستحوذة على ذاكرته العاهرة …
بعد لحظات من الاعياء الشديد و التخبط المؤلم ، سيسقط من اعلى سور شائك عند حدود المدينة المنكوبة ليمسك بتلابيب النهار و يمرر اصابعه على تلك الاسلاك العازلة للضوء ليجد نفسه وجها لوجه امام منعرج ينتهي به الى طريق الشمس …