الثقافةعالم القصه

مؤمن سمير

مصر

” يَشُدُّ الحياةَ للداخلِ” شعر / مؤمن سمير .مصر
* يكُبُّ دمَهُ من النافذةِ
ليَطلُعَ في الوردةِ شَبَهٌ منهُ…
شَبَهٌ صغيرٌ يُلقي عليهِ تحيةَ المساءِ
ويخففُ من كثافتهِ الثقيلةِ كأنها جبل
و عندما يموت
ينامُ على قبره..
النقطةُ الأولى آذت التربةَ في عفافِها
والثانية أغضبت الكبرياءَ
لأنهُ صامتٌ منذُ سنواتٍ
و تلويحتُهُ قبل فواتها تيبست وارتعدت…
… و الثالثةُ
و الرابعةُ…
في المساء فرغتْ القطرات
وكانت اللعبةُ أعجبتهُ
فصَدَّرَ نورَ عينيهِ
ثم خرائطَ عظامهِ
ثم الذكرياتِ الباهتةَ
… حتى أُتخِمَ الطينُ
وأخرج له وردتهُ المنتظَرَة.
لها صوتهُ الوحشيُّ
و بأطرافها
الظِلالُ
أو
يقينها
المسلوب …
* يدايَ خارجَ البابِ
ثم قدمايَ السمينتانِ…
كنتُ أُجرِّبُ أن تتجمَّدَ أطرافي… الأطراف الزائدة عن الحاجةِ… التي تَضطرُنِي لفعلِ جرائم من قبيلِ المشي تحت ظِلَّكِ والقفزِ على سلالمِ الرحمةِ ومصافحةِ الفزعِ في العيونِ…
.. وكذا كتم صراخ الوسادةِ في ظَهْري…
ستقتحمُ البرودةُ العِظامَ، لن تتسللَ، ستنهَشُ وتزيحُ من طريقها الجبالَ والكلامَ والحُفَرَ والصناديقَ التي تخفي أمرَكِ عني ..
سينتصرُ الثلجُ على الحرارةِ الزائفةِ
و تقولَ الروحُ لا تحسبوا الخسارةَ…
أَعدو ولا أَعدو
لكني أُحَلِّقُ
وأُحَلِّقُ…
* يَصُبُّ جِلْدَهُ في قالب
ويغرسُ أصابعَهُ
ويسقي بعصيرهِ اللاذعِ
ثم يتمدَّدُ في الشمسِ
لتخرُجَ الديدانُ
وخمسونَ رَفَّةً
ودعاء الأختِ
البهيجِ الحَوَافِّ.
الرجلُ محتارٌ في الروحِ
كيفَ يُشَذِّبها بالمقص الكبيرِ
وكيف يناقش استيلاءها على صورةِ الصالونِ
وانكماشها في الأعيادِ…
سينتخب مفتاحاً
شريفاً لا صدأَ فيهِ
ويبصُّ على قلبهِ
ويرصُّ الجِلْدَ على الأرففِ…
المحظوظُ بنفسهِ
لا تزال بجعبتهِ الألعابُ
ينضجها كل يومٍ
كي يضمن سِكِّينَ الخلودِ في جيبه
تماماً جنبَ صورتكِ…
كأنه نفس المومياء الرقيقة
التي ظلَّت
للآن
تبتسم…

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً

إغلاق
إغلاق