فهمي صالح

الشَّاعرُ الُمختلِفْ :
شعر : فهمي الصالح – العراق
أُولئِكَ الحمقى تائهونَ حقَّاً بلا اِتِّجاهاتٍ
تزدريهمْ البوصلاَتُ في ما يرتبكونَ به ويرتجفونَ منْهُ
وتورطهم خيالاَتُهمْ المبتورةُ بالاِمتدادِ إِلى حِقبةِ الغُرورِ
هُمْ ظلاَمُ الطَّبيعةِ في مِحنةِ الأَيَّامِ الخطأِ
وهُمْ غبارٌ قديمٌ لا زالَ يتراكمُ على أَوراقِ ورودٍ بلاَستيكيَّةٍ
عشْعشتْ عليْها عناكِبُ السَّوادِ ودفاترُ صفراءُ تالفةُ الحروفِ
موهومونَ بالاِخضرارِ ولا يعرِفونَ رحمةَ الحُلمِ الذي معي.!
ولا يستأْنِسونَ لِجذوةِ الشُّعلِ الخارجةِ من قلبِي المُختلفِ
ولا يتصوَّرونَ أَيَّ ماءٍ يُحيطُ بي في هَبَّةِ اِعتطاشهمْ المريرِ.!
يهتدونَ إليْكَ من جمراتِ السِّنينِ الباطِلةِ عبرَ وجوهِهمْ المُتكرِّرةِ
بالأَزيزِ والشُّكوكِ والغرغراتِ وباِفتِعالاَتِ الوصايا المثيرةِ لِلغبارِ.!
يتعلَّكونَ بأَكمامِهمْ التي علِقَ بها طينُ مطرٍ قديمِ ومراثٍ بائرةٍ
ولا يعرفونَ مدى اِنتِشائيَ في حصاري المُطبِقِ برحمةِ حُلمِ نافرٍ
بالماءِ.!
نافرٍ بالتِّلقائيَّةِ معَ اللهِ
نافرٍ بزورقٍ الشِّعرِ معَ الأَنهُرِ والحُقولِ والبراءةِ
يستشعرونهُ بعيونٍ مسروقةٍ كهاجسٍ يُقلِقهمْ فيخافونهُ بقلقٍ مُرٍّ
ثُمَّ ينسكِبونَ على عمائِهمِ مُظْلِمينَ جِوارَهمْ بحِلكةِ أَوهامِهمْ
ويُطبِقونَ سوادَهمِ على ما في جَعبَتِهمْ من اِهتزازٍ في آخرِ الهُترِ
فلا يهدأُ لهُمْ سُعالٌ في بالٍ على قلبٍ يسِفُّ بالقصائدِ والشِّفاءِ
ولا تهدأُ لهُمْ غيمةٌ تنتابُهُمْ في مضضِ الأَحشاءِ كضَحكَةٍ مُضحِكةٍ
لا موسيقى لهُمْ في ما يتصنَّعونَ من عوازِفِ الشَّجرِ ومُجاراةِ الحياةِ
ولا رؤى تميلُ بهمْ إِلى اِصطفاءِ شدوٍ يؤهِّلهُمْ لِغناءِ ملاَئكيٍّ
عن الجميلاَتِ العابراتِ خيالَ الأُفقِ وسطَ رفيفِ الفساتينْ.!
سأُشفِقُ عليْهمِ في الغيبوبةِ والجعجعاتِ
سأُرثي عليْهمْ أَبواقَهُمْ في الهمهماتِ والزَّفَراتِ
وأَتمنى لهُمْ الشَّفاءَ بجرعةٍ من شرابِ ” Exym
خُلاَصةِ نَبتتيِّ اللِّبلاَبِ والزَّعتر ” طَوالَ القلقِ الذي يمضَغُهمْ
فما بيني وبينَهمْ أَكثرُ من عباءةِ لعناتٍ تستغرقُهمْ كسفاً طويلاً
فما بيني وبينَهمْ ظلاَمٌ جديدٌ كوجهِ كورونا الذي يستوعبُهمْ طَلَلاً
هُمْ مُحتجرونَ في وهمِ الوساوسِ وما يوَلوِلونَ بهِ عن خرابهمْ
وأَنا أُقهقهُ : هههههه حيالَ ذلكَ بهدوءٍ طويلٍ وأتمنَّى لهُمْ الشَّفاءَ.!
……………………………………………………..
الرَّمادي