ريتا الحكيم/سوريا
إلى نساءٍ يُشبهنَني
———————-
بينما يطويني ليلكَ الطَّويلُ تحت جناحَيهِ
أرتِّبُ فوضاي وأدوزنُ نحيبَ الريِّحِ على مقاسِ أنثى
تستنسخُ لقاءاتٍ مركونةً على رفوفِ النِّسيانِ
تفتحُ صندوقَ الحياةِ الأسود عنوةً
تبحثُ فيه عن أسماءَ هجينةٍ
عن وجوهِ عشَّاقٍ عبَروا
تركوا لها رائحةَ أجسادِهم في أصيصِ الوردِ
كلَّما قطفت منهُ وردةً تُنجبُ طفلًا من ورقٍ
صارَ لها أبناء بعددِ خيباتِها
تجهلُ أسماءَهم وملامحَ آبائِهم
يُشيعونَ الفوضى في ذاكرتِها
يلعبونَ الغمَّيضة
فيتوهُ عنها الزَّمنُ وينكفئُ إلى الوراء
طالبًا الغوثَ
بينما أنتَ تكتبُ على جبينِ النَّزقِ
قصائدَ بتنانيرَ قصيرةٍ..
توزِّعُها على العشَّاقِ..
مدَّعيًا أنها قوتُ يومِهم وجزيةٌ تدفعُها عن انتظارِهم العقيمِ
أكونُ أنا قد لملمتُ مِزَقَ ليلةٍ قضتها تلك المرأةُ
في أحضانِ السَّرابِ تغربلُ رملَ صحرائهِ
بينما أنا أدوِّنُ مشاهداتي
تكون أنتَ خارجَها دومًا.. متفرِّجًا لا يفوتكَ أي تفصيلٍ
تصفِّق لكلِّ هذا العبث
وكأنَّكَ أمامَ مرآةٍ لا ترى فيها إلَّا نفسكَ
وأنا بفوطةٍ بيضاءَ أمسحُ عنها رذاذ أنفاسي كي تتضَّحَ
لكَ الرُّؤية
بينما نتراشقُ هذا الهراء ونتفرَّجُ على هذا الخراب
أهمسُ لكَ يا صاحبي:
موتٌ واحدٌ وفقدٌ واحدٌ يكفينا
فالبلادُ تشبهُ تلك المرأة..
تُشبهُني.. وتُشبهُ كلَّ النِّساء
4/6/2020
#ريتا_الحكيم