الثقافةشعر فصحى

عبد الغفار العوضي

مصر

ذاكرة الأصابع

الشروخ أكثر حياة مما نظن ؛تمتلئ بالعاطفة ولمسات الأصابع ..تعرف بذاكرتها كيف مر الحزن من هنا ..الغياب الذى يتركه البكاء على الجدران فيمتزج بالغبار والهواء النائم منذ أمس ..
الشروخ تبقى مفتوحة
تنظر بروح مثقوبة وممتلئة برائحة الانتظار حتى يأتى عابر سبيل ما
البيت الذى لا يحمل شروخا من الحزن ،لا يعول عليه
كيف ينظر الغرباء الذين ينزلون كل يوم من حبل السماء
وفى يدهم خريطة ممحوة
كيف يتقنون حياة بلا رغبة إلا فى سد ذرائع الجوع والخوف
النظر بأعين من تراب إلى ريح تأكل الوقت
النوم على سقف مقلوب
السفر حيث غزلان تشبه نساء يكتحلن بمشقة الشهوات
السفر حيث بئر يروى عطش التأويل لتلك المسافات من التعب والحنين
الحنين الذى يشبه فاكهة الوقت المحرمة
جنة مفقودة من حواس لم ندركها
ذاكرة مخفية بين عظامنا المحطمة فى حروب سابقة
أخاف من النسيان ..من عاطفة تذوب كالملح فى جروح المدن ..من الخوف الذى يهبط على شرايين ممزقة لا تعرف لماذا يختارها النزيف الفجائى
أخاف من لحم ممسوخ
من جلد أفقد فيه طعم الإنتماء للنار
من عظم يسبقنى إلى التحطم سريعا فى حرب الاحتمالات الخاسرة
أخاف من أن لا أعرفنى
فأفقد يقينا زائفا كان يمنحنى الإطمئنان
أخاف أن أصير ملامح بلا وجه
أو وجها غريبا فى الزجاج
تنحشر كل تلك الأشياء فى شروخ صغيرة بحجم ذاكرة منسية
تفاصيل من القمح الفاسد
قطط ضالة تأكل سمكة القلب
الشروخ التى تبقى محفورة فى يدى
فى جدران الروح المتآكلة
فى اللغة التى تنهار حين تسقط ملائكة من جنة مدمرة
أطفال يسيرون إلى حافة اللعب الدموى
غرف البيت التى تحتفظ بجثثى طازجة من هواء الخروج
عزلة الانقاض
تفاصيل الحلم الذى لم يأت بعد
الذهاب إلى الله
والعودة بلا جسد .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

إغلاق