لحميَ والذِّئبْ
شعر / فهمي الصالح – العراق
عُواؤكَ أيّها الذّئبُ القريبُ من لَحميَ
ليسَ عُواءَ جوعٍ لِلْمُشتهى البعيدِ
ولا عُواءَ اِحتِفاءٍ بفتْكٍ يشفي غرورَ الأَنيابِ
رُبَّما عُواؤُكَ ندْبُ قتيلٍ لمْ يمتْ بعدُ في الحياةِ
أَو رثاءُ ضريحٍ بقِيتْ روحُهُ تحومُ في الأَنفاسِ
عُواؤكَ نُواحُ غِناءٍ مُدمِّرٍ يجترُّني إِلى قلقٍ طويلٍ
ويعصُرُني كرحىً حجريَّةٍ تُهرِقُ دميَ قَطرةً قَطرةً
فليسَ لنا سِوى الفقدِ معاً نُغنِّيهِ معاً لِنستريحَ.!
لكَ فَلاةُ الغيابِ أَيُّها الذّئبُ القريبُ منْ لَحميَ
ولِيَ مقبرةُ السَّعادةِ التي تَعرِفُني باِختِلاَفِ توهُّجي
فلِنتصادقَ على هذا الوفاءِ الجديدِ من النُّواحِ
حتَّى تستقيمَ توازناتُ الطَّبيعةِ معَ المآسي والآثامِ
حيثُ الجُوعُ والأَحلامُ المكتومةُ والحروبُ والاِغترابُ
وإلَّا ستظلَّ أَيُّها الذِّئبُ تعوِي على قَديمِكَ لِوحدِكْ.!
……………………………………………..