كأنّها شامتُها
فتحي قمري / تونس
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1
” سجّادتك حمراء كخمر أصابعي
وأيّامك لا تمطر.
فؤادك الشّاغر بيت كمنجة مُزِّقت أوصالها.
واليد العاطلة في أغلالها تصدأ
كذاك القمر العالق بين حجرين ومخالب ذئب.”
كذا على جداره كتبت
وفي القلب شرعت تؤثّث بيتها
وفتحت النّوافذ بيوتها لتملأها العصافير.
2
الشّامة صوتها،
وهي في ركنها البعيد تضيء
كبحّة خرساء تخدش ليله.
فتورق جميع ضلوعه
وتضيع عينه كلّما أراد ترويض شتاتها.
3
الشّامة صورتها
ولأنّها خاتم روحه بظلّها وقّعت في لوحه:
لأجل يديك نسجت الحقول
وتجمّلت أشجاري بالشّمس.
كسوت نهاري ثوب الملاك وعطفه.
وحدّثت الزّهور بأسمائها عن العطر في يدك.
سبيلي أنت تعلمه وتقرأه
ورسمه في روحك يسندني.
فاحفر في كلّ عظم لي سكنا
ومشّط في أثري صفوف الضّوء.ر