السيناريو الأسوأ
———————————
أحببتك
وأحتاجُ أن أتضامنَ مع حواسي
اشعرُ بثقلِ العالمِ وتفاهةِ الأشياء
حولي
كلّما انكمشَ ظلّي انزويتَ في داخلي
وانتابني إحساس غريب بالحبّ والخطر
جوفُ الأرضِ يتكلّمُ لغةَ ثأرٍ واضحة
تقاريرهُ اليومية مفصّلةٌ على مقاييس
الضحايا ،
يتحسسُنيُ قلقي ، ويخرجُني رأسي من دائرة
الحواس
أصغي للحنِ الجنائز وتأخذُني ضراوتُه
إلى شحوبِ وجهِك
أحتاجُ لتفكيرٍ هادئ لا يجعلُني
أقضمُ أصابعي ، فالكثير ممن يشبهونني
في تفاصيل قهوتهم خانتهم أحلامُهم
عند رشفتهم الأخيرة
وأنا في زحمة ِالكوابيس خانتني ذاكرتي
فما عدتُ أذكرُ سوى المهازِلِ
والعيونِ المطفأة وصُراخِ الموتِ يكسرُ الهواء
ونسيتُك في حلمي وحيداً
في البدءِ أحببتُك
ثم تبعتني أحلامي إلى حيث النساءُ
يعجن أشلاءَ حبّهن في الفراغ
وخلف الأبوابِ المقفلة وحطام الشبابيك
السيناريو الاسوأ
رحيلٌ يطاردٰ العالمَ وأقدامي معاً
لا تنظروا إليّ هكذا
أكاد أسمع صدى أصوات المغادرين
إلى حيث ينتهي بهم الطريق
ربما علينا جميعاً أن نتصالح مع اللحظة
لن أكونَ ناجيةً بحزني ، ولكن
أشعرُ برغبة قوية في التّملص
من كفني لأبرم مع الموت مهادنة يأتيني بطريقة
أفضل
فمازال لديّ ما أفعله
سأعزف لأيّامي لحناً مختلفاً
لحناً يجعلني أرقصُ مع الموتِ رقصتنا الأخيرة
دون أن أبدو كراقصة مُترهلة بلهاء
بعد أن أرتكبَ حماقاتي الغبيّة التي تتربصني
وبعد الوقوع بأخطائي التي تنتظرني
وبعد خيانة حزني
وتركه لامرأة تُحسن ترويضه
تٰعيره عيناً زجاجية ليبكي
بعيدا عن داخلي ، وبعيدا عنك
وبعد أن أنتهي من كتابة الشعر الرديء
المناسب لأوقاتي الرديئة
.