الثقافةشعر فصحى

فتحي القمري

تونس

1-
حين تكون وحيدة تخرج البحر من أدراجها
ثمّ تغمض عينيها
وتصغي إلى الهواء وهو يطرب لغمغمة الموج في غرفتها
فتقرأ رسائله مبتلّةً على ظهر كفّها
تتحسّس تحت لسانها حبّات الملح
وتشير أطراف أصابعها نحو السّماء البعيدة
بلونها وشمسها وفسحة النّورس بين غيوم تنهض فجأة.
وترى لظلّها أجنحة في الفضاء
ومخالب ينفضها من الرّمل.

2-
تفكّ أزرار قميصها فيتأوّه صدرها
وترحل عيناها إلى البحر.
رأسها كأيّامها ينفض أحزانه
وفي كفّها رمل دافئ وصدف
وشباك مراكب صيد تلوّح لوداعها.
واللّيل؟
بيديها الحالمتين تشقّ ستاره
إيقاعه مكسور
وخطوتها ترمّم هندسة الهواء الذي اختلط بحجارة البحر.
3-
بأنفاسها تفحص بريده المليء برائحة العشّاق ودموعهم
كتابةً في الرّمل أو آهةً بين حجرين متعانقين.
وربّما..
بين ضلوعها قمرٌ من دمٍ
في خطوها الحثيث تئنّ سلاسلُه.
ويكاد احتراقه يذيب نحيبها.
قمر ..
قدّاسه أنفاس معطّلة
شبيهة في طعمها برقرقة النّبيذ،
وأناشيده ريح أخرى كأنفاسها تنتحب.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

إغلاق