شعر فصحى

زكية المرموق

المغرب

أتبع رفيف القلب…

الطائر الذي خرج من القفص
عاد مكسور الجناح

المرأة التي خرجت تجلب
رغيفا للصغار
أكلتها الحياة على الطريق
من وقتها والبيت ينتظرها
حول مائدة فارغة

البيت الذي أكله السراب
كلما انتصف الليل
عوى باسماء أصحابه
حتى تتحول الشجرة وسط الفناء
الى سفينة
لذا كل صباح يهطل السقف
بالقراصنة

المزارع الذي يحرس الحياة
داخل اللوحة
كل يوم يقضمه الإطار
ترى أية فرشاة ستخيط
ثقب الأزون الآن؟

أنا الدلو الذي يحكمه
العطش
والعطش في الجنوب
انتساب

ليس كل بئر على خد الحقل
شامة
الضفادع بثور
لكن أحيانا فنار

أيها القادم من أقاصي الأغنيات
من منا القوس ومن منا
الوتر؟

يقول العراف للبحارة:

من يبيع الريح للمراكب
قرصان
فاقطع الحبل كي تتعلم
الغرق
من يخاف العوم
تأكله الرمال

تقول:

كنت وحيدة
فآويتك

كنت تائهة
ولقلبي وليتك
لكن

لا تتوقف في المسافة
بين النور والعتمة
واكنس خطوك من منعرجات الصمت
الصمت ياحبيبي
أحيانا اغتراب…

المكان شاحب
الضوء شاحب
والوجود يسيل في الخواء
فارفع الستارة عن الكلام
كي لايموت النص وحيدا
في الكواليس
والكواليس بيت للأشباح…

يقول النهر للشارد:
تعال إلي
تعال عاريا
عاريا تماما كنطفة أولى
هذا الجسد قميص
والمسافة بين الماء والدلاء
جراح…

أنا الشكل الذي ذاب في السيل
أمشي دون حواس
وهذا العبور كشف

تعال
تعال وخذني الى النبع
حيث يأكل الماء الحجر
تعال
ولا تتلفت إلى دمي
العين أحيانا حجب
تعال
سيعلو التراب
ويأكل الأثر

فماذا أسميك وقد تغبش
البصر؟
اتبع رفرفة القلب
ولا تسأل كيف تؤكل المسافة؟
اتبع رفرفة القلب
ولا تسأل يا صاحبي اين الطريق؟

النهر حينما يخونه المصب
يأكل الضفاف

أنا حقل ماء
واللغة أسماك
اصطادالهواء برئة غريق
لكني كلما فتحت كوة في الجدار
طاردتني أبواب…

أخفي المفاتيح في قصائدي
وأقود عقارب الليل
خارج بيتنا

تعال
اقفز من شاشة الهاتف
قلبي يحتاج إلى الشحن.

زكية المرموق
المغرب

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً

إغلاق
إغلاق