شعر فصحى

سماح بني داود

معا نخيط رقع الأيام

حين يتقدم بي السن
ترتعش يداي
ويلتهم البياض سواد شعري ..و شعري
سوف افقد الذاكرة
وأنسى القصائد والألوان
وفرشاة لازمت أناملي منذ الطفولة
سوف تدفن دفاتري وراء سواد يصيب بصري
يجف قلمي
يضيع عني مكان محبرتي
وسوف أتذكرك و أتذكرك !
لن انس تفاصيل روحك وجسدك
سيظل همسك ناقوسا يدغدغ فجر ذاكرتي
يمسح غبار الوجع من فوهة جرحي
صوتك وانت تردد “عمري ”
جرس يوقظني
يزرع الأزهار على وشاح قدري
سأكتفي بمصافحة ذكراك؛
أغنية طربية جمعتنا
أرصفة عانقت خطانا
طرقات جبناها سويا
مقهى ارتشفنا داخلها قهوتنا الصباحية
نسمات صبح داعبت وجنتينا معا
سأكتفي بمصافحة ذكراك ؛
قميصك المشبع بعطرك
طاولة إليها جلست ذات مساء
قلمك الذي أهديتني
كتبا مثنية صفحاتها حسب هواياتك
برامج تلفزية حسب اهتماماتك
سأكتفي بك وإن كنت ذكرى
أجمل من حياة فارغة منك
أيها البحر الذي جمعنا
ايتها الشمس التي راقبتنا
أيها القمر الذي شهد قبلنا
أخبروه انه الحقيقة الوحيدة لميزان أيامي
أنني سكناه ان خذلته جميع النساء
وانه موطني وإن تباعدت أراضينا
سألقاه
وإن لم ألقه سألقاه
أخبروه أن روحه هنا عالقة
وان روحي بين حناياه جاثمة
تقطف من الوقت أمنية
لتحلق كفراشة بلا أجنحة في سمائه..

بحوزتي ؛
قصائد فراق مزقنا دفاترها معا
أمامي طائرة شاغرة أمكنتها لنا
زهر لوز مضموم يتفتح لأنفاسنا معا
بحوزتي ؛
صندوق خشبي فيه هداياك
وما سلمتني من أشياء تفرحني ؛
قطعة حلوى تقاسمناها،
رغيف عشق شد على أيادينا معا
حاملة مفاتيح لبيت سنسكنه معا
مناديل ربطناها خيمة تحجب قبلنا
بحوزتي صندوق ذكريات كبير ؛
طريق ممطر
طريق مشمس
أيام و فصول كثيرة
مراحل من حياتنا تتشابه
أقلام لامست أناملنا معا
دفاتر كتبنا أرقامها معا
روايات أدركنا نهاياتها معا
قصص سمينا أبطالها حسب رغباتنا معا
بحوزتي صور أنت الضوء فيها
مجلات كتبنا عناوينها حسب حقيقتنا
بمسمعي أغنية كنت ترددها لي
بين شفاهي كلمات أحببتها
بحوزتي ألحان لحياة جديدة تنتظرنا
أغنية طربية سنغنيها
وننقش الذكرى فيها
بأكاليل من الأحلام نحققها معا …

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً

إغلاق
إغلاق