هذا النص
يتغيّر المكان ولا يتغيّر القلب 88
“اللعنة على الجغرافية
لا تفكّر بالتاريخ طويلاً
مكان ولادتك بين الحب والفرات
هذه حدودك
مازال لديك زمن يكفي.”
زليخة اشتهت يوسف وجرحت أصابعها
تلمّستْ نهديها ولم تنتبه للدم
وأنا أفكّر ببلادي وأقطّع البصل
أفكّر بأصابع يديها
هل تنبت من جديد؟
أتعاطف مع زليخة وألوم يوسف
كان عليه أن يكون أقل حسناً
حتى تحفظ المرأة ماء فرجها
كما ألوم بلادي
كان عليها أن تغتسل من حيض العسكر
وتتشبّث بدم أولادها
وأنا حاولت وفشلت
ومات لي أربعون حلماً في القماط
من أجل أن تنجب بلادي المتوسط ثانية
من علاقة حب بلا طوائف
وتربي بردى والفرات كما تريد
قبل أن يصير وجهها
مرآة من دم وأصابعها قبوراً
مازلت أهذي كثيراً بالحب
لن يصدّق حزني أحد:
“أنت تكتب قصائد حب كأنك مجنون زمانك
لم تضع يدك على جرح البلاد تقول عرافة”
أنظري أنا أهرب منها إليها
هذا الكون بيتي
وحاراتها دستور حرّيتي
لغتي الفل والريحان وحليبي الحب.