الثقافةشعر فصحى

رشيدة المراسي

تونس

هلّلو هلّلويا

كم يشبهك ذاك الجدار الذي علّقت صورة أمي عليه
المرآة في يدك تنتفض
وتجاعيد الحرب الساقطة في مقلتيك
رماد الحكاية
أمي لا تشبهك
وقد شبّه للناسك الوليد
أن النساء كأعجاز نخل وزيتون
ومقاسات أقدامهنّ واحدة
وأن جميع أيديهن
أشرعة أسطورية قد ربطت بكتف المهد
مريم هزّت البساط من تحت الرماد
وحمّلت السماء ضوء الطريق
أمي أخذت مصباح الزيت من رحم الليل
ونامت على سرير القمر لتضفر جدائلها بخيوط الفجر
وقد أمّنت آخر ندورها كرامة للشمس
جدّتي زرعت مواسم القمح على سفوح الجبال
وهاجرت لتطعم طيور الرحلة القادمة من الشرق
البيت القديم، اتسع،
صار مزاراً لفرق النحل في كل المواسم
وأنجب قدّيسة على مقاس نخلة،
كل عام تحجّ إليها الملكات
فيسّاقط الرطب جنيّا
للفقراء و الغرباء وعابري السبيل
هيهات هيهات لسرية الوطاويط
أن تحطّ على جدران المقام البهيّ
وأنّى لرماد الحرب أن تذروه رياح الطين
في عين المريد
يرتفع النشيد في الآفاق تسبيحاً وتهليلا
تحت أقدام مريم
و أمّي وجدّتي
هللو هللويا هللو هللويا
يرتجف جدار الصمت في عيني موسى الباكي
وقد صار باباً كنّس جميع العناكب والخفافيش الغازية
وأمسك بقامة ذاك الجدار الذي
صار ظل النخلة
انقلبت العصا
لقفت إفك الحكاية
وعاد الوحي وذكرى الأنبياء،
وعيال الله بلا حزن
ينشدون سبحانك ربي سبحانك

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

إغلاق