شعر فصحى

رشيدة مراسي

من حطّين إلى البحر

أريد جواز سفر عربي
يمنحني حق التجوال بين أكوام الرمل
لأعدّ كم من حصاة تفتّتت
على جماجم أحبّتي وأصدقائي
أريد أن أعبر إلى أحزانهم
وأتفقّد جراح شجر البلّوط والصفصاف
دون أن أتوقّف عند بوّابات التفتيش
وحواجز الأسلاك الشائكة
فلم أعد أتقن تعريف المحتلّ والعميل
في هذا الزمن الحديث
لقد تغيّرت رتب وأسماء الجندرمة وخرائط الإستعمار
واختلطت علي كاهل ذاكرتي سبل الإنتماء
تحلّلت طقوس الوطنية والقومية ومزاعم الأممية
تعفّنت خرافة الإنسان، وكذبة ستالين في الوحل
فقّست مائة ألف نوع من الذباب
هو خلاصة كل الأنواع في العالم
تركتُ دجاجة كاركة في قنّ فوق الجبل
مازلت أنتظر بيضها
فلا أخبار تصلني عن فراخها
الكلبة التي أنقذتني ذات مرة من الموت
في غابات الساحل
لم أعد أسمع نباحها كلّما نزلت ألملم أصداف الشاطئ
عبثا أحاول أن أقتفي أثر خطواتها
الذي كنّسته جرّافات الآلة الحربية
لأقرأ على روحها ما تيسّر من أسماء الله الحسنى
وأن أقوم بواجب التأبين
في غياب موكب عزاء يليق بسنن النبل و الوفاء
أين الجواز العربي الأصيل،
كيف مرّغنا أنفه في الطين
وأنّى لنا بصلاح الدين آخر
يعيد إلينا عروبتنا وخرائط اليقين
حطّين ما حطّين ؟
نادت غجرية ترابط ما بين طبرية وطور سينين
البحر يا سارية، إلى قارون وفرعون وهامان

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً

إغلاق
إغلاق