عالم القصه

سارة عادل

تاما -شو

تاما – شو
أنهي كل عرض دوره تلو الآخر،أصبحت خشبة المسرح خالية تماماً،آخيراً جاء دور عرضها،إستعجلها زملاءها للحضور،تحركت بخطي نشيطة نحوها،توقفت بعد خمس خطوات تبادل جمهورها التحية،مسلطاُ عليها ضوء أحمر يتلاشي شيئاُ فشيئاُ ،يخرج منها جذور بنية عديدة، منقوش في أعلاها كلمة (أفريقيا) باللون الذهبي،خارجاً منها أفرع بأسماء الدول التي تقع داخلها،يحمل عنقها رباط أبيض به آلة موسيقية إيقاعية تسمي تاما،يضرب عليها بواسطة عصا تحملها إحدي أغصانها البنيتين أيضاً.
فور إنتهائها من تحيتهم تضرب بعصاها عليها موسيقي الجوجاي، متحركة ناحية اليسار، كاشفة من وراءها عن شاشة كبيرة تعرض صورتتزامن مع موسيقاه قائلة بصوت عذب:
– قارتي ضمت حضارات كثيرة متنوعة أكسبتها بريق جذاب، ألبستها ثوب التميز والرقي – صانعة منها ماسة متلآلآة علي مر العصورالتاريخية.
– أبرزها حضارة مصر القديمة الخاصة بدولة مصر – حضارة فلسطين القديمة الخاصة بدولة فلسطين ،حضارة مملكة قرطاجنة القديمة الخاصة بدولة تونس،،حضارة مملكة البجا الخاصة بدولة السودان الحالية – متفردة في شرح كل واحدة منها علي حدة.
– غير أن النصيب الأكبر لعبته الحضارة العربية التي تقع بلدانها داخلها.
يرجع الفضل في ذلك إلي التراث التجاري والتاريخي و الفني المشترك الذي تحدث عن بعضه آثار(جبل أوري) الموجود أطلالها حتي يومنا هذا.
يسلط الضوء الأخضر تجاهها لثواني قبل أن تنهي فقرتها الأولي مع ظهور آخر صورة للشاشة قائلة بنبرة تفاخر:
– إجمالاُ فإن مفهوم الحضارة الشاملة داخلهاوصل إلي أوج نضجه عندما إتحدتا الحضارة العربية والإفريقية معاً مكونين معاً مايعرف بــــإسم
(الوحدة الروحية السامية) – آي الخالية من أي نوع من أنواع التفرقة العنصرية.
يختفي الضوء الأخضر المرتكز عليها تدريجيا مع تسليط الضوء الأصفرعلي الشاشة من جديد،مصدرة من آلتها إيقاعات موسيقي السامبا
المرحة المعبرة معلنة عن بدء فقرتها الثانية بصوت جهوري:
– قارتي هي ثاني أكبر القارات في العالم من حيث المساحة بعد قارة آسيا، وتمثل ستة بالمائة من إجمالي مساحة كوكب الأرض؛ أي ما يعني حوالي عشرون بالمائة من مساحة اليابسة الموجودة في العالم، وتتميّز كذلك بقوّة بشرية عظيمة حيث يبلغ مجموع سكانها ما يقترب من ربع سكان الكوكب، ويعتبر العديد من الباحثين في أصول الإنسان أن إفريقيا هي موطن الإنسان الأول الذي قام بالإنتقال منها إلى آسيا وأوروبا والأمريكتين
عند كلمة الأمريكتين يستوقفها نظرة أحد الجالسين الفضولية الممزوجة بحنق فتلتفت إليه قائلة :
– هل عندك جديد تضيفه لي؟
– لأ أنا الذي أنتظر منك الجديد لتضيفيه لي؟
– حسناً إجعلني أستكمل ما بدأته لتراه.
إلتفتت مرة آخري ناحية الشاشة مع إرتكاز الضوء الأخضر عليهما هما الإثنين في التو واللحظة دون إختفاء مصاحباُ لدقات موسيقي الجاز الصادرة من آلتها :
اليورانيوم المشع تنتجه قارتي بما يمعادل 18 % من إجمالي الإنتاج العالمي والذي يستخدم بدوره في الصناعات النووية.
تنتج 25% من إجمالي إنتاج الذهب في العالم كما تمتلك إحتياطي يقدر بحوالي 50% من إجمالي الإحتياطي العالمي
تتصدرقارتي سوق الماس العالمي؛حيث تقوم بإنتاج 40 % من إجمالي إنتاج الماس العالمي
الأمر المدهش حقاً أن هذه الثروات الثلاثة فقط جعلتها يطلق عليها إسم القارة
اللانهائية.
يستدير ناحيتها نفس الشخص بجانب وجهه قائلاُ بشئ من التعجرف:
– كل شئ يجب أن يكون له نهاية
– بالفعل إنتهي وقت عرضي.. لكن سيظل كياني يسمو فوق كل وقت.
قالتها بشئ من العزة والتفاخروسط تصفيق حار من الجمهور ،أعقبه مباشرة إسدال الستارعن خشبة المسرح الذي إختفت من وراءه تماماً.
– تمت –

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً

إغلاق
إغلاق