عالم القصه

ابراهيم عثمان

حبل الذكريات

حبل الذكريات

ارتفع صوتها مدويا ، وهي تتسلق حبال ذكرياتها المخزنة في جزء صغير من دماغها المشتعل بالأنين والحنين.. ازدادت دقات قلبها، وهي تقترب من شاطئ البحر .. تساءلت في حيرة وغيض:
– لماذا تأتي مرة في كل أسبوع لتقف لساعات طوال بين سماء مبتهلة وارض منهزمة؟!.
اومأت للبحر أن يركع عند قدميها، ليروي لها بلغة المد والجزر قصته التي سمعتها ذات شتاء ممطر من بحار مسن .
ظل البحر يناور مستعينا ببعض النوارس وحيتان القرش، لعله يتمكن في لحظة من لحظات هروبها ان يرمي بها الى الشاطئ ثم يعيدها من جديد الى أعماقه..
هكذا تهزمنا الذكريات عندما يستبد بنا الحنين الى رؤية وجوهنا المملوءة بأشواك الغضب وتطالبنا بالركوع امام دفاترنا التي ابيضت من طول الأنتظار.
رمت ثيابها للشاطئ وارتمت بين ملوحة وزرقة، متجهة نحو تلك الصخور التي تعرفت على ظهر تضاريسها على ذلك البحار المسن ، وعلى قصصه الغريبة ، وكيف استطاع ان يجمع بين نوارس البحر وحيتان القرش .
بقلم: ابراهيم عثمان

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً

إغلاق
إغلاق