شعر فصحى

داود السلمان

عمر الخيام

ما أغبانا يا عمر الخيام
داود الكعبي
أربعونَ عاماً
وأنتَ تحمل قنينة خمرتك على كتفك
تبحثُ عمّا يسكبها في جوفك
يسكبها كاملة في جوفك
وللآن لمْ تجد ذاك الذي تبحث عنه
حتى شاخت آمالكْ
وكلَّ بصرُك، وتعبت قدماك من السّير
وأشتعل رأسك شيباً
ولمْ تزل تبحث بلا جدوى
* * * *
أيها الشاعر والحكيم!
لقد نفدتْ خمرتك
وخدعك الزمانْ
وذهب سعيك أدراج الرياحْ
وضعُفتْ همتُكْ
وأنتَ تبحثُ في دروب الحكمة
عن الحكمة
وأنت تعلم إنّ الحكمة هنا
الحكمة هنا في فكرك.
**********
أيها المتصوّف والفلكي
ماذا جنيتَ من حرفتك هذه؟
غير الضرب بالغيب
والحديث حول الآتي والمجهولْ
والماضي الذي لا نعرف عنه
لا القليل ولا الكثير
ما جدوى تلك العلوم؟
ونحن لازلنا نرزحُ في الجاهلية
ونعزفُ على أوتار الخرافةِ والاساطير
ونعوّل على زيف التاريخْ
ما أجهلنا يا عمر الخيام!
ما أغبانا يا عمر الخيام!.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً

إغلاق
إغلاق