* أثر الضفائر
ذاتَ يومٍ ….
أضعتُ الدروبَ في إثرِ الضفائرِ
عندما كانتْ السنواتُ صغيرةً ,
ودوائرُ الساعاتِ مفتوحةٌ على الوقتِ
كان الجميعُ ينتطرُ الضوءَ الأخضرَ
حتى يُفتتح المسيرُ
إلا أنا
كانَ عليَّ أن أمضي
إلى حينِ يزهرُ الرمانُ في الشياحِ
أحزنني ٠٠٠!!!
حينَ أنتبهتُ بأن يديَّ صغيرتان
لم تكنْ خطوطُها واضحة ً
لأقطعَ الدروبَ إليها
حتى شاختْ السنواتُ
في صِبي قلبي الراقدِ
تحتَ الأغطيةِ الخشنةِ
ومن ثمَ عاودتُ الغناءَ بحشرجةِ صوتي
ورحتُ أطبطبُ على صدرِ الذكرياتِ
الحزنُ كبيرٌ يا (( دادة جوري ))
وليلُ الجنوبِ باردٌ على خواصري
ماتزالُ روحي ….
تُطلُّ على شرفاتِ السعاداتِ
تلكَ التي لم تذبلْ حدائقُها يوماً
في عينيكِ ….
كلُّ الأشياءِ مرتبةٌ في أماكنِها .
الأغصانُ الخضراءُ
في كلِّ ركنٍ من زوايا الغرفِ
وإن لم تكن بينها الزهورُ
شراشفُ النومِ باللونِ الأبيضِ
فبقية الألوانِ غير صحيةٍ
الكؤوسُ مقلوبةٌ والشبابيكُ مفتوحة ٌ
وصررُ الشيحِ في كلِّ مقبضٍ
حتى غاليتُ كثيراً
وأنا أضعُ الكحلَ في كلِّ مأتمٍ
أعتذرُ وأنا أعومُ في الأربعين
بأنني لم أفكرْ يوماً بثمنِ المواصلاتِ
وكيفَ سيقتصُ مني ثراءُ أقداري
حتى تبنيتُ طفلَ الشعرِ
لأكتبَهُ في ألفِ سفرٍ
وبكلِّ ألوانِ الثوراتِ اللاتي ولدنَ نساءً
أعتنقنَ الحبَّ في نصوصٍ مفتوحةٍ
لطالما عرفتُ بأن الحبَّ لا يضيعُ
أثرَ الضفائرِ ….
إهداء إلى مربيتي دادة جوري رحمها الله