شلل
افكّر في الكتابة
كما تفكّر صخرة
صمّاء
في عيون تنفجر منها،
الحروف المارقة
مازالت ترتدي اقنعتها،
الشين اخفت نقاطها،
السين محت اسنانها،
الهاء الماكرة
تقلّد الميم فتخلّت عن
عصابة رأسها،
الواو لم تعد سوى نادبة
بكّاءة،
الخاء تلوذ بالخواء
الجيم رداء ممزّق
لا يقي البرد
ولا يفتح نوافذ،
النون باعت اقلامها
واوراقها
لبرميل ملتهب….
اتخيّل،كل ما اقوى عليه هو
ان اتخيّل،
اتخيّل اني اكتب،
اضع كمنجة بين كتفي
واصابعي
واتخيّل اني اعزف،
اغمس فرشاتي في الازرق
واتخيّل انّي
ارسم،
اشرب زيتا صافيا
واتخيّل انّي
اغنّي….
قدماي تحجبها الطواحين،
يداي رايتا استسلام،
فمي قماشة وابرة وخيط،
صدري غرفة سوداء…
لا ارى شيئا امامي،
شلل يجوس خلال الديار….
اين عكّازتي؟
اريد ان انتقل الى
الضفّة الاخرى.