شعر فصحى

رشيدة المراسي

 

إشتقت إلى ساعي البريد
طال انتظاري
ولم يأت بعد
وهذه الرسائل التي زمّلها الغبار
تئن من وجع النسيان
كل رسالة تحمل شارعا تاريخيا
ولوحة فنية كنت خبّأتها للعالم
كل التفاصيل الممكنة
طويتها في ظرف ثلاثي الأبعاد
وأبرقت بالمستحيل عبر الأثير
الحمام الزاجل رحل مع الأنبياء
ونكر أهل الأرض
صار يراقب ظله
في عيون صمتهم وشرود خيالاتهم
الدراجة الهوائية تترنح إلى جدار
مغشيا عليها
والمحفظة الجلدية الكبيرة
غطّت في سوادها الحالك
دون أن تتكفّل بحق الرّد
واعتمرت حزن الصمت
مات ساعي بريد القرية
حين توقف عن الخدمة
و بارت بضاعته
ورسائل يتيمة تنعيه
تبحث عن رسول
ماتت الرسالة
مات الرسول

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً

إغلاق
إغلاق