شعر فصحى
زهير بهنام بردى العراق
(في المتحف أصرف النظر عن عيونك)
نادراً ما تغمضُ ذاكرتك كثيراً. منذ قرونٍ مضتْ تملأُ ثقوبَها بالرماد, هشيمُكَ دائماً يثيرُ الجدل, أنت في مأزق. تريدُ أنْ تعودَ إلى البيت ولا يلتفتُ إليك أحد. تخافُ من عجوزٍ تنظرُ إليك من النافذة وتدعوكَ إلى رقصةِ سلو.
……………….
بلا هوادةٍ يمسحُ حاملُ الجنازةِ آثارَ نبيذ يسيلُ من فمِ الميّت, بلا هوادةٍ لا يشعر بالراحةِ مع جسدِهِ, يقف ُأمامَ قبرِهِ ويصعدُ عتباته بخوف. وأبياتٌ شعريّةٌ يردّدها وبلا جسدٍ ينزلُ من العتباتِ ويختفي.
……………….
في المتحفِ أصرفُ النظرَ عن عيونِك, عن الملابسِ كثيراً, أتلعثمُ كأنّي منحدرٌ منك, وأتعجّبُ مثل ليل, تمرُّ كتلٌ سوداء كعلامات نساءٍ في الظلام, و كأنّها حقائب لافتاتٍ بشكلٍ باهت تأتيكَ من الجانبِ الآخر من الضوء. وأنت بإفراطٍ تتلعثمُ بملابسك التي فقدتها مع كتلٍ سوداء كأنّها منحدر.
……………
بخفّة طوال حجمك الصغير. لا تفكّر بالإجابةِ بسرعةِ الهاتفِ يرنُّ قربك, وأنتَ تتابعُ الإصغاءَ الى أعمى, يمشي في الليلِ مع جمع نساء.
…………..
نادراً ما أقفُ أمام نافذتي وأسال, كم هو الوقتُ كنت في الماضي أنتظرُ قوس قزح, يطلُّ من خلف السياج, نادراً ما أنتظرُ الحياةَ من البحر على شكلِ مطر متواصل خلفَ نافذتي.
………………..
هناكَ عواءٌ يأتي من ثقوبِ جمجمة الظلام. يجلسُ قبالتي ولا ينطق, أظنُّ أنّه يستنسخُ ذاكرتي ويبدأُ بتفريقِ جثّتي. أيّها البهيّ ما أشدّ وضوح ضوء عينيك.
……………
عادةً ما تخفي المرايا مزاجَ حواء. عادة ما تكون الأشكالُ فيها من الصدق الشيء اليسير, عادة ما يكونُ آدم مبهماً يدفعُ بحصاةٍ في الظلام.
……………….
يهمسُ البخت عزلتك المقبلة. عدْ إلى جمالِ الحياةِ عَدْواً. وألعقْ بطراوةِ عكاكيزك المكسورة بالوهم.