الثقافةشعر فصحى

ياسر جمعة – مصر

طائرُ الحروف

مثلُ كلِّ يومٍ

في أوّل نسماتِ الصّباحِ

يخمشُ زجاجَ نافذَتى

أستيقظُ

وأقومُ سريعًا أفتحُها

يبتعدُ وهو يُرفرفُ بجناحيهِ

ثم يدورُ حولَ نفسِهِ

يواجهُنى

فاردَاً جناحيه

ثابتًا في الهـــــواءِ

للحظة

وما يلبثُ أنْ يميلَ ساقطًا

كأنّما عن غيرِ قصدٍ مِنْهُ

أبتسمُ

فيعودُ مُحلّقــــًا

راسمًا دائرةً كبيرةً في مجالِ رؤيتي

وفي المُنتصفِ منها

يرسمُ حروفًا

أرسمُها أنا كذلك

في كرّاسةِ الرّسمِ الجديدةِ

التي ابتاعتْها لي أمّي

كما نصحتْني

عندّما أخبرتُها عنهُ

لترى ما رسمتُ بعدَ ذلك

فتصنعُ من الحروفِ كلماتٍ

ومن الكلماتِ حكايةً

فأراهُ

مرّةً أخرى

في حكايتِهـــــا

وهو ينتهي من رسمِ الحروفِ

في الفضَــــــــــــاء

ثم يُحلِّقُ مُبتَــــــــــــــــــعِدًا.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

إغلاق