” أن تكون بشرًا ”
هذا المَلَكُ
النائمُ بعرضِ الكرةِ الأرضية
ربما يستطيعُ مثلًا
أن يقطفَ لي هذه التفاحة
فتصير حلالًا
أو يتقلَّبُ في مَنامِه
فيعكس حركةَ الأرضِ
لكي يعيد لي أيامي الطيبة
التي لم أبكِ فيها
فأسكنُها للأبد
أو أن يُسرعَ بها الطوافَ
فيُقرِّب موعدًا مؤجلًا
ويُريني الآتي
فأكسب رهاناتي مع العرَّافةِ الكاذبةِ
وأداعبُ أصدقائي بإخبارِهم بعضَ ما سيكون
مُدَّعيةً أنها نبوءاتي
لأضحك على سذاجتِهم
وانبهارِهم بما أحطتُّ به
وخفي عنهم
أو لعلي أتكسَّب من هذا وأثرى !
يكفيني أن يحملُ المَلَكُ الأرضَ
ويرقصُ بها
فأنتشي، كما كنتُ حين تُطوّحني أمي
على الأرجوحةِ الخشبيةِ في حديقةٍ صغيرةٍ
أو حين يضغطُ الحارسُ على زرٍ،
في مدينةِ الملاهي الكبرى
فتدورُ الدنيا من حولي
لأهبط وقد أصابني دوارٌ وغثيانٌ
وأدهش لبلادةِ الصبيةِ الآخرين
الذين أعجبتهم اللُعبةُ !
ماذا لو أخذني معه في منامِه، لأرى
كيف تكون أحلامُ الملائكة
ربما لا يرى إلا النورَ اللانهائي
أو ربما يحلمُ بتسبيحةٍ يصدعُ لها الكونُ
أو سجدةٍ تطوي الزمنَ تحت جبهتِه
أو قد يفكرُ مثلي،
ويتصور لو كان ابنَ آدم
وينزل إلى الأرضِ، ليذوق تفاحةَ الخلدِ
أو لينعم بالاختيارِ
مؤكد هو لا يعرف ألمَ أن تكون بشرًا..!
نهى البلك