الأقنعة تلبسُ وُجوهنا
تتنكَّر بها في مسرحية الحياة
و تنجحُ بصدق أن تكذِبَ و تشهدَ الزُّور
تكنسُ بقايا شوقنا التي على ملامِحنا
و تُلوِّن التجعيدة التي تحتلُّ الناصية
الحياةُ تُجيد المُواربة
تتخفّى في ثوبٍ أنيق لامرأة وحيدة
و تجلس داخل قِرطِها حتى تنام
تستفيقُ على خاصِرتها
و تبارِزُ الموت فوقَ صدرِها
تنحني مع انثناءاتها الأنثوية
و تصير قوية بعد أن تشرَب دمعتها
من منّا أضعفُ يا ترى ؟
امرأة فقدت صبرها
أم صبرٌ يفتقِدُ امرأة عوَّدته عليها
حتى تقمَّصها و صار هيَّ …
ثمَّ جافتهُ إلى نهاية الأمد !
الأقنعة تتعلم مِنَّا الزِّيف
و تقترِفُ بنا الكذب
ترتفِعُ بِنَا إلى حضيضنا العالي
و إلى ضجيج المرتفعات المُفرطة
وهل نصِلُ يا تُرى إلى قاعٍ ما ؟
القاع مُزدحم بِنَا
و نحنُ قاعُ أرواحنا كذلك
نحن الطفرة البشرية التي لا تقول “لا” !
لكن الفطرة الإنسانية خُلقتْ لكي تُعارِض
لتغرِزَ سكيناً في ظهر المُوافقة
لتخلِقَ شيئاً في رحم العدم
كأنَّها تنفخُ منه فيها إليه !
سترتبنا الفوضى
و سيمنحنا الوقتُ أجنحة
لكننا لن نطير
كأننا نعامةٌ تُخفي رأسها في الرمل
و كأننا قدرٌ مُتعبٌ لم يعد يريد أن يكون
يفتحُ يده اليسرى فتسقط أحلامنا الكبرى
ثمَّ ينامُ و لا يبالي لتفاصيلنا التي تموت
الأقنعه لم تعد تتحمَّلُنا كذلك
و تقول أن وجُوهنا مُخادعة
أنا دائماً أحاولُ أن أقتل البندقية بي
فقلبي رصاصة
و طولي زناد يضغط عليه الأفق طويلاً
الموت لعبةٌ فقط …
و غميضى تطلبُ منَّا الحياة فيها أن نَعُدَّ
من واحدٍ الى ما لا نهاية
ثمَّ تقبضً روحنا في رقم ما …
سبعة ، سبعة عشر ، سبعون ؟
لا يهم ذلك مطلقاً …
هاتِ وجهكَ و تعالْ …
ذلك القناع يستدعِينا لنُخفِي قبحنا فيه
و ليزينَ قُبحهُ بِنَا …
من يهتم ؟
الدمية التي اشتريتها لطفلةٍ لن تولد مازالتْ هنا
و العباراتُ الأنيقة التي سقطَتْ كفستانِ عريض
لم يعد يحتاجه جسدُ الحقيقة العاري
هو عاري رغماً عنَّا …
هو لا يمكن أن يكون إلاَّ عارياً كي نعرفه
الكلُّ يحلم بالعريّ ثمَّ ينكره !
بينما كنتُ جالسةً في رُكنِ بارد
اشتراني قناعً أزرق ملكي
و قال للبائع هذا الوجه ينفع للبكاء
هذا الوجه يُشبه مطراً سوف يهطل غداً
و هذه العينان تبكيان حتى قبل أن يُطلب منها
تبكيان بدمعٍ غير مرئي…
و ذلك ما أريد !
لبسني قناعي بعدها و جاب بي كلَُّ الخيبات
و بكيت جدا كلما أراد هو ذلك
و ابتسم هو بي عندما أرادَ ذلك
تلك الارادةُ سلبَتْنِي
يبدو أن القناعَ دوماً هو الفائِز !