شعر فصحى

أمبارك ابراهيم القليعي. مصر

لهيب يلتهم الغيم

ها أنتِ تدخلين جسدي
مثل عاصفةٍ انفلتت لتوها
من تثاؤب جبلٍ
أعد نفسهُ للسقوط
وها أنتِ تنغلين في دمي
مثلما تنغل الجراثيم في مستنقع
وها أنت تصبين صراخك في حنجرتي
وتكتبين علي بدني
هالكٌٌ …هالكْ
لكِ أن تحقني القلب بأوجاعك
وأن تسيجي ذاكرتي بالكوابيس
وأن تغسلي المدن بالرماد
ذالك الرماد المتطاير
من قبضتك التي تقلع الأرض
ثم تلقي بها
في هوةِ الكون السحيقة
هل ستدخل الملائكة إيوان قلبي
قافزةً من وريدٍ إلي وريدْ
حاملة ًهواءِ المجرة
للرئة التي حاصرتها الأبخرة
تلك الأبخرة المنزوعة من سعالك
كيف تبث الملائكة فيٌ تسابيحها
وأنتِ تقفين علي جرف روحي
مدججة بالشرور
ومزينة بلهيب يلتهم الغيم
لك ِ أن تلقيني في مجمرة
توهجت تحت رموشك الشبيهة بالرماح
وأن تنسجي صفائي
علي نول ريح
دست صفيرها بين عظامي
وظلت تلضم أحلامي
بخيوط من الرهبة والخديعة
ها أنتِ تمرٌين عليٌ
مثلما تمر القطارات علي نملةٍ
وها أنتِ تدخلينني
مثل نسوةٍ من الجن
مأهولين بوابل من الفتن والغوايات
ويغشين عينيٌ بعتامة أسحارهنٌ
هل أملك فك الطلاسم
أو تعويذة
أقتلع بها جذورك من الترائب التي ضمرت
أيتها الساحرة الشريرة
قلاعي ليست محصنة
وكل دروعي منذورة للضياع
ومصابة كل جيادي بالتجاعيد
وكل عشائري رحلت
لا حراب أو مجانيق لي
وحدي
أحاول أن أثبت خيمتي
وأن أجمع بين أعضائي التي تمردت عليٌ
كل محاولة تتشظي
ما من قارب صيد
جابه سفن قراصنة وعاد
وما من سدود أقامتها النمال
وعاقت جحافل فيله
ما الذي تفعله القردة أمام الزواحف
التي تتعملق
ما الذي يعوق التماسيح
عن بلع جيفة
تسبح في بركة قذرة
وما الذي يدفع البطريق إلي انتحاره
إنها الساحرة الشريرة
التي دست أعاصيرها
في أمعائي واستراحت
الآن
أشعر أن جسدي يتضاءل
وأن صوتي يخفت
فهل من سبيل إلي التقيؤ
هل من سبيل ؟؟

شعر
أمبارك إبراهيم القليعي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً

إغلاق
إغلاق