نسمع بك
ولا نراك…
أين أنت
يا ضوء آخر النفق؟؟
أين النفق؟؟
اعطني أيها البعيد
شمعة
عليّ اليوم أن أصل…
كل ليلة
يمرّ الليل من هنا
ساحباً خلفه
ظلال الأشياء التي زالت
وكامل الوهج…
من لا يسكن
منذ الأزل
هذه الظلمة
فليرمِ لي مشكوراً
عود ثقاب
لست الآن بوارد الإشتعال
غير أني بلمسة واحدة
أبدو
شبحاً مضيئاً خلف السور…
سور المقبرة…
ممتنة لكل ما ترمونني به
من تحيات … من ورود … من دعوات من عطايا أو من شتائم…
ممتنة أيضاً
لملابسي التي تحترق
ليستدل بها الغريب
إلى ضيائه…
مبارك ما تلمسه
وما لا تلمسه
يدك أيها القدر……
سعيدة بأناملك وهي تتحول إلى ما يشبه
النحيب …
سعيدة بدموعك النيّرة
وهي تسترجعك أقداراً
صغيرة
معتمة
سوداء
بيضاء
أو مضيئة….
وإذ تتساقط قدراً
قدراً
من جيوب الغيب
توزعك الأيام بالتساوي
دمعة للقسمة
ضحكة للنصيب
ثم
أمل للقسمة
خيبة للنصيب…
وهكذا……
رباه
أشكرك على هذه النعمة…
نعمة الأنامل
وهي تتسلق
الأشكال
والألوان…
ألأسطح الحواف
الأعالي
الأعماق
أشكرك أيضاً على هذا البعيد…
ها قد لاحت هناك بارقة أمل!!
ها انا أعدو…
إليها
ها أنا أسقط…
ها أنا ألملم أنفاسي
ثم أعلو
ها أن الأعالي تسقط….
ها أني أتمسك بالحافة
ها أن الحافة تسقط…
ها أن أناملي تراب ورأسي هاوية
ها أن أفكاري بقدرة اليأس
تحفر تتسلق
تعلو
تعدو
تعدو…
غير أن البعيد
على ما يبدو
لا زال منذ الأزل
يبتعد….