شعر فصحى

جبار كواز. العراق

محاولة اكمال صورتي الشمسية

 

( محاولة لاكمال صورتي الشمسية)
جبار الكوَاز
بقليل من ثقوب طائرتي الورقية
وبهمس ظلام صارخ في بريَة الجنون
سامسح ما تبقى من ملامحي
( -انفي العراقي الذي انتزعته من ( انكيدو) حين زارني في الرؤيا
-عيناي اللتان تغشاهما وهمُ المعلقات بذهب الفقراء
-فمي الذي الجمه الخوف من سبع سنبلات وسبع بقرات
– رأ سي المثقوب
لأعترف الان امامك : – البايولوجي الذي عاينه في مغتسل ( وادي السلام)
أكَد انني بعيد عن الرأس الارمني برميتي نشَاب –
– رقبتي التي أتحسَسها كلما رأيت امي تنشر أغطيتنا على حبل الغسيل
– قدماي اللتان ما تحركتا منذ قرون نكاية ب (اسد بابل)
– يداي باصابعهما التي احترفت اللهو بلعبة الشعر فكادهما ( الشريق الرضي) بغزلياته
– أذناي حين استعارهما( هولاكو) لينصت لهدير ( دجلة) وهو يرفل بقميصه الاحمر
– الكرسي الذي جالسني سنوات بلا شكوى من :
(تليف عضلات القلب/ارتفاع الضغط / تحليق السكري في غابات العسل)
– كتبي التي صارت وليمة لاصدقائي الاشجار في تنورنا
ولباعة الكتب في سوق الحطابات
– حديقة منزلي التي تحاكم ( البرحية) على شتاء اخرس
– الجوري الذي تطارده افراس النبي بسيوف العوسج والحلفاء وهي تسبح للدفلى
– هنَ
او لأعلن ( هي) اللوامة بخطى الابناء والاحفاد
– بقايا كؤوس لن تشرب التراب
ولم تدع تيزاب الهمِ يدنس عشب الصبا )
وحين
نظرت الى ما حولي …….
ياه ه ه ه كم كنت مغفلا ؟
ايها ايها

توقَف ايها المصوِر الشمسي
ما زال لدي متسع لاكمال صورتي
ارجوك
ارجوك
لا تدس َرأسي في كيسك الاسود
ضع رأسي الحليق
فوق الرمح
والان الَان
سأعيك التفاصيل
تريث
دعني اشرب دمعة ماء من جبِ المستوصف الشرقي
لا تنظر اليَ هكذا
كثيرة هي الرؤوس القطيعة فوق الرماح
فأنا حين نظرت الى ما حولي

كانت الساحة دمعة
والرماح دبكات
والرايات السود اغان

( ثمة
نثار من اصحاب خونة / شعراء مرد/ كثيرون ممن علمتهم الرماية فثقبوا عينيَ بحسدهم
/ وهجوني بقوس غيرتهم)
حاولت ……
ان اخبرهم احدهم بسرٍ
( كلنا خارج المتن الان)
لانني ببساطة
نعم
نعم
ببساطة
كنت أظن اني معلم مخلص
فآ كتشفت أنهم مخلصون للخيانة
يجيدون التغرل بالجمال
ويركبون بغال القبح
مثقفون بالقاب مزرعة البصل
ومدنيون يتمتعون بلذائذ الغلمان
وسرقة النصوص
وتحويل انفسهم اشجار عاقول تتلاقح ذاتيا
ياللاسف
صورتي لما تكتمل
ايها المصور الشمسي
ارجوك
دعني أكمل صورتي الشمسية
احفادي في انتظاري
تحت شجرة طوبى
ومصابيح ارزة عيد الميلاد
ومرآتي الان متشظاة
هلعا وخوفا
دعني أضحك
لتبقى ضحكتي سري الدائم
دعني
فلم اجد غيرك يضحك معي
واقفا
صامتا
متعرقا من ضحك مجنون
وهو يدس رأسه
في كيس الليل
صندوقك الخشبي ذو السيقان الخشبية
أولد ما تساقط من ملامحي الترابية
لادَخرها بعد
الف صورة وصورة
عفوا
عفوا
لا تظن ( الف ليلة وليلة)
لقد انتهى زمن الليالي المثلومة
نكاية بشهرزاد
وانت
ما زلت واقفا تحت ظلَة جسرنا القديم
تلم بقاياي من غرين الوقت
لعلك
تكمل صورتي الشمسية
لا تنس
انا الان قرب سور مقبرة الاتراك
واقفا ايضا
منتظرا ايضا
دونما خيلاء
او خوف

فمن انت ايها الواقف جنب بقاياي ؟
تنير اصابع الوقت
في صورتي الاخيرة

انا اتساءل
فقط ا
اتساءل
كلما مرَ طيفك بين حروف العلة
ليمسك ضحكتي الاخيرة
من كل شيء
بكامرته الشمسية
كامرته التي صنعها تراب الخوف
وهو ما زال يجمع شظاياي
كنهر هارب
من ضفافه

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً

إغلاق
إغلاق