…
تعرفُ؟
أنا طيبٌ جدًّا
مقارنةً بولدٍ
يولد في بلدٍ غريب
هَجَّرَتْهُ الحروب أو بالأدق النكسات
الجيوش المنتصرة لا تُخلي المدن
الجند حين ينسحبون
تتراجع المدن إلى حدود أخرى
يظل حاملًا خيمة في جيبه
القطارات القديمة وعربات اللوري
وأسراب الغربان
قاطني المدن
ولدٌ درَّب القلب على الغربة
ناداه صبيان المدنِ
بالمُهَجَّر
حتى في اللعب
يقبل بدور اللص وأطفال المدن عسكر
فاطمة
البنت الوحيدة التي أحبته
كانت دومًا تذكِّرُه
بأنه يومًا سيرحل
-مَن الذي لا يحب فاطمة؟-
أنا طيبٌ
كمدينةٍ عائدةٍ من الحرب
مجهدةً
لا تذكر ملامح صبيانها
كفاطمة
حين تحكي لأطفالها
عن ولد المعسكرات
كخيمةٍ لا تزال بجيبي
تحسبًا.