الثقافةشعر فصحى

فاطمة شاوتي

المغرب

أحْزانُ ضِفْدَعَةٍ..

الجمعة 20 / 12 / 2019

وأنا في هذا البلدِ العجيبِ…!
ضفدعَةٌ
تَستلقي على ظهْرِهَا…
تَتَعَلَّمُ
كيف تقفزُ على بطْنِها…
فتسقطُ
على حوافرِ الجَلَّاد…
تَعْلَقُ في صوتِهِ
فلا تموتُ ولا تحْيا…

آهٍ أيتها العصافيرُ الميِّتةُ… !
إِمْنَحِينِي دموعَك
لأدْفنَ حُزناً تَبَقَّى من جَمْرةٍ…
ما انطفأَتْ
وإِنْ خمدَ الرصاصُ…
و أَنْفِيَنِي من جَفافِ القادم
من أُمْنِيَاتِنَا البائِتَةِ…

فشكراً للعصافيرِ النائمةِ داخلي…!
لاتزقزقُ
كلما رفرف الحجرُ….
في إسْفنجَةٍ
دون رائحةِ البلادِ…
تبادلوا القفزَ على الظهورِ
ليتعلَّمُوا الطيرانَ الحُرَّ
خارجَ الأسوارِ….

بعيداً…
عن لغةِ البشر والشجر
بعيداً. ..
عن معطفِ فِرْجِينْيَا وُولْفْ
تُعَبِّئُ قلبها حَجَراً…
لتقذفَ الضجيجَ
باعت السفنُ الموْجَ…
لِتَنْسَى جَوازَ سفرٍ
فَوَّتَ الصَّمتَ…
ثم مات في جُثةِ مُهَاجِرَةٍ سِريَّةٍ…

سقطتْ في رئتِي أنفاسُ الفقراءْ…
فتنفستُ الحزنَ في جلبابِ
جارتي العمياءْ…
تُطِلُّ من رَبَابَتِهَا وتُرَتِّلُ :
كان زمناً
صار زمناً…
كُنَّا قامةً
صِرْنا قدماً…
دُسْنَا على حُنْجُرَةِ الغناء
ولمْ تَنْتَهِ بَحَّةُ الغيابْ…

هذي البلادُ عجيبةٌ…!
أُحْجِيَّةُ اللِّحَى
تُخْفِي الهجرةَ إلى الجيوبِ…
والمطاميرُ
تُكَدِّسُ أحزانَنَا…
في ثقوبِ المجهولِ
دون عنوانٍ …
دون بريدٍ إِلِكْتْرُونِيٍّ…
قُتِلَ البُوسْطَجِي
في غرفة فِرْجِينْيَا وُولْفْ…
فلاذ الحجرُ بالفرارِ
من جُيُوبِنَا…

على الإِيمَايْلْ حبُّ البلادِ…
فلا تُفَوِّتُونِي…!
أنا المَيِّتَةُ
لاأعلم…
كيف تحوَّلتُ مقبرةً
ولم أدفعْ رُسُوماً…
ولا إِيجَاراً أو رهْناً
لم أُوَقِّعْ على شهادة القبر…
بأن الجنازةَ
حُجِزَتْ لرقْمٍ
مُجَرَّدِ رقْمْ….

فاطمة شاوتي / المغرب

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

إغلاق