كان يزرع الهواء طفولة
و ينتظر على دكة خشبية
في موقف الباص الذي لا يأتي إلا ممتلئا
أن يحصد ألعابا
تنسيه مرارة عشب ضرورات و حتميات الحياة
كان يواسي عمره المنهوب
بعلكات ملونة رخيصة
لا يدوم طعم السكر فيها
لأكثر من نصف حزن
ولأنه لم يملك دفء البيت
و دفء حبيبة
كان يشعل في العراء نارا
من وهج خياله المكبوت
ليطرد الذئاب و الأفاعي
ثم يبني خيمة
و بحرا
و حبيبة لا ترتدي سوى حلمه
سوى دفئه المنشود
ثم يكتب نصف قصيدة على ظل القمر
فيكتمل القمر
و ينتشي الخيال
و تتركه الأعشاب المرة
حتى تنطفيء النار
و يغيب القمر
و تذهب الحبيبة
إلى خيمتها في الخيال
Tamer Alhelaly
6-12-2018