رعد زامل

نصوص الظلام
————————– رعد زامل \ العراق
1
ليس القضاء
ولا القدر..
من يسوق الفراشات إلى حتفها
فتدفع أجنحتها
ثمنا إلى النار
وهي تطوف
حول اللهب
كما انه ليس الفضول
من يدفع الشعراء إلى
حرائق اللغة
والفراشات إلى النيران
والمجانين إلى إحراق
مراكب العقل
ولكن ثمة غول
يقف
وراء كل هذه الحرائق
غول مخيف
وجزافا نطلق عليه
اسم الظلام.

2

ثمة مدن
لا تقيم صلة مع الشمس
ولا تتفقد النجوم
مدن
تطرد المصابيح
ولا تدخر شمعة لليل
مدن
تغلق فمها كزنزانة
على سجين اسمه اللسان
مدن ….
يسودها الصمت
وتتشابه فيها الأشياء
فالوجوه بلا ملامح
والملامح بلا معنى
وأهلها
في أحسن الأحوال
أشباح يتناسلون في مدن
الظلام .

3

في طريقي إليك
أيها القارئ
سألني عابر فقال :
من أين أنت :
قلت من مدينة
انقطعت عنها أمطار الشعر
والفلسفة والحق والجمال
قال:
فكيف البيوت ؟
قلت : مثل الكهوف .
قال : لا تحمل سلامي إلى الناس
فما الناس فيها
سوى خفافيش تسبح بحمد
الظلام !
4
في كل موضع
قد يبزغ الكلام
كفضة ….
ويعد الصمت
وجها من وجوه الذهب
إلا عندما
يدور الحديث تحت نصب الحرية
أو حول هالة القمر
فما عليك
إلا أن تأخذ
حصتك من الكلام
فالصمت في مثل هذه المواضع
وجه من وجوه الظلام ..