الثقافةشعر فصحى

عباس السلامي

العراق

مسبحة لا تثير الشبهات
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
الأجواء خاوية
الطائرات مصطفّة متجاورة كأنها كرفانات نظيفة
القطارات تبدو كما الأنهار اليابسة ،
المحطات كالتوابيت ،،
السيارات متحفزة كالقطط
العربات معطّلة ،
الحمير في مهام رسمية
الطفيليون يتناسلون
المنافقون كذلك،
وهناك الكثير من يمارس الانتظارالبليد بصلف شديد !
البيوت لا تقوى على الألفة أو تقدر على لمّ الشمل
والسماء غاضبة تنظر ،
لماذا هي تنظر إلينا دوماً بغضب؟
على مرأى ومسمع من السماء
دارت الأرض دورتها فاعترانا الخراب
الطيور وحدها دون باقي المخلوقات
تعيش الحياة بكلّ خفَّة ومرح
نراها تشّيد أعشاشها وتنشد للحياة
أما المغضوب عليهم ،
لم يفعلوا شيئا لرفع الغبن عنهم
حتى ولو بمبادرة بسيطة،
ربما سيبادرون لاحقاً كأن يقولوا مثلاً :
نحن المغضوب عليهم قررنا
من اليوم ألا نكون من المغضوب عليهم !
لا مأوى لمن سقط من الأدباء أو سيسقط لا حقاً ، وإن توفّرَ المأوى الافتراضي لمن سقط منهم ،فأنا أخشى على المأوى من حروفهم الدبقة ومؤخراتهم النتنة التي لا تأتي إلا بأنكر الغازات !
حينما يحيطك العفن
أنتَ مرغم أنْ تتقن لغة قذرة
لا يفقهها إلا العفن نفسه!
روحي خاوية لا تحتمل كل هذا الأذى
فأنا منذ أشهر بلا مرتَّب
رمضان أشرف على النهاية
أُريد مسبحة أُبَسْمِلُ بها لا تثير الشبُهات !

عباس السلامي
العراق
14 / مايو/ 2020

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

إغلاق