كأني لم أعرف الخط من قبل
كأن الكلام طارق غريب اللهجة
كأن البلاد باعتني
للصمت
و اجتباني الوجوم
..
لكني بلسان يسافر في الريح
يراقص اللغات
و لا يهادن لثغة الغريب
.
هذه البلاد فقدت وجهها
أتفرج على شعرها الأشعث
وهي تقضمه بمشط الذل
تبيع صوتها المثلوم
بقرط بلاستيكي مستعمل
و تفرط في التسول
كي لا تستيقظ ذاكرة الدم
و تسقط المرآة في الصفاء
..
كأني لا أكتب
لا أتفرج
لا أصمت
كأني أجتر حروف صراخ رخيم
أنسجه على منوال الرجاء
فيشعث في اللعن القديم
كأني و الفضاء يتساقط
بكل ألوان الجنون الرجيم
أمكث في الوجوم
أصنع وجوها
ابتسامات
طرائق
للعيش
الرحيم
.
.