الثقافةشعر فصحى

سالي س علي

انجلترا

أنا أغنية تجلس أمام الباب.
أنا قصيدة تبحث عن قلب.
أنا تمثال يريد أن يتحرك.
.

أنت الآن مع قهوة،
مملحة بدموعك.
تفقدين حواسك تدريجيا.
تحملين أحلام النهار؛
عن اعتصار يدي، لبرودة كفك،
وهي تغرق في عطر الدفء.
.

كنا نمشي وراء الأحلام.
تتبع خطانا، ونتتبع خطاها.
فجأة توقفنا! – مثل عربات قطار –
تكاد ترمينا الفيزياء من شاهق أفكارنا.
محطات. وجوه. علامات. وميض.

كيف قطعنا تلك المسافة دون أن نطير؟
.

كنا نلملم الأقلام من المنزل،
ونكتب الشعر الرديء، على جدران الحمامات.
ثم يأتي عامل نظافة قاسي القلب:
ليمحو الذكريات، وأصوات طاولات الصف،
وهن يتعانق سرا، بعد أن ننصرف،
يمتص بمكنسة تحتضر، أحلامنا التي تركناها
بحمق طفولي.

وأنت بعيدة تحتسين ما تحتسين.
.

هذه الأحلام بقيت كعجوز أحدب؛
ينادي كل مار، ليقص عليه سير من مروا
ويسعل: كأنه الوقت.
لكن، من لديه قلب ليسمع؟

أمهات. مساطر. صلوات. أبواق
أفلام بالأبيض والأسود. محايات بنكهة الفراولة.

وأنت في كل ذكرى، جالسة؛ تحتسين البكاء.
.

كان الله يافعا. تنادينه أنت، فيرد.
يناديه أصدقاء الإمتحانات، فيجيب.
تدعو علينا أمهاتنا: بهلاك ومصائب سوداء، فيصطنع الإنشغال.
كيف كبر الله إلى سن القسوة هذه؟

فساتين. مقصات بلاسيكية. ملصقات. صمغ. مقابل:
معاطف بيضاء. مشارط جراحة. علامات تحذير. مهدئات.

وأنت تشربين فنجان قهوة؛ كأن الحياة لا تعنيك في شيء.
وتدفنين طفولتنا، مع كل رشفة.
.

والآن ..
يجلس كل واحد منا، ينظر للوقت.
يعد على أصابعه، مثل تلميذ متفوق:
كم خيبة صنع في حياته.
وكم كانت كذبات الطفولة أصدق،
من الأغنية والقصيدة اللتان كانتا،
من أول هذه القصيدة، تنتظرانك.

وأنت تحتسين قهوتك،
كأن العالم لم ينته بالفعل.
.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

إغلاق