راميا بدور
كيف كنتُ أهواكَ
وأنتَ
تسبحُ في النسيان
لا صوتَ يبقى لديك
مني
لا ولا ذكرى
وكيف كنتُ ألقاك
وأنتَ تراني
كما ترى
كلَّ شيء
كما ترى
أيَّ شيء
ما كنتُ لك
شطاً
ولا وطناً
ولا سفراً
حين تخونُك عيناكَ
تسيرُ كأعمى
إلى حتفِك
ناسياً عذابَ الله
والأهوالَ والقبرا
حين تخونُكَ عيناكَ
تسيرُ كعبدٍ راضياً
بالمشقةِ
والأغلالِ
والمأساةِ
والأسرِ ..
حين تخونُك عيناكَ
تصدقُ كلَّ كذبةٍ
يأتي بها من تحبُّ
وتوهبُهُ
إذا أخطأَ
من عمقِ عشقِكَ
عذراً
وكيف كنتُ أهواكَ
وأنتَ تحادثُ
ألفَ امرأةٍ غيري
فأحسنُ ظنّي بكَ
وأسيءُ الظنَّ
في ظنّي
ولو رأيتُكَ
تذبحُ قلبي
بيديكَ
أقولُ
خانني بصري
قلْ عنّي ما شئتَ
قلْ
إني بعتُ قلبي بلا ثمنٍ
قل إني
دفنتُ عمري
عارياً
بلا كفنِ
قل إني
نسيتُ من أكونُ أنا
أو نسيتُ
كيف أعيشُ
إن لم تكنْ
لي الوطن..
وأسألُ
كيف أهواهُ
ولم يزرعْ على جسدي
لا قمراً ولا وردة
ولم يحملْني كطفلةٍ
ولم أغفو على خدِّه
ولم يسمّيْني حبيبتي
فقد كنتُ أنا عندَه
كأسُ نبيذٍ دافئٍ
يغذي نوبةَ الوحدة
وأمضي أحملُ صبري
ولو رأيتُهُ
يذبحُ قلبي بيديهِ
أقولُ خانني بصري
وأنساهُ؟؟
أنا إن أقسمْتُ أن أنساه
ضاقَ الكونُ في عيني
وكيفَما توجهتُ
أماكنُهُ.. تعريني
وتسألُ قلبيَ الباكي
أما زلتَ تخبّئُهُ
فتنتفضُ شراييني
ما زلتُ أخبّئُه
بينَ كلِّ أشعاري
وبينَ الحينِ والحين
أقبّلُ صورةً تغفو
على سطحِ رياحيني