الثقافةشعر فصحى

ريم الصالح

سورية

الثانية عشرة إلا ربع
امرأة بوشاح مطرز
وعينين لوزيتين..

تحمل حكاية
تترقرق خلفها دمعة
تخفيها كل يوم على الوسادة
فتزهر مخدتها في الصباح
فراشات ملونة

تمسك سكينا
وقطعة خبز يابسة
في مطبخ بارد
تتلو قصيدة قديمة
من أغاني السهول البعيدة
فينضح إناؤها
بشطائر اللوز والتفاح

بمقصها تشق قماشا مهترئا
وبإبرة تثقب إصبعها
وحين تدور حول نفسها
تلتف حول جيدها
ستارتها الزرقاء
ثوب أميرة

تضحك
فيزقزق الصوت في جدران الكون
ويخرج النزق المخمور هاربا
من شرفات الألم
وفتقات القلوب الصبورة
والأبواب المخلوعة منذ الشتاء الأول
التي لم ترممها اللقاءات….

وحين تبكي
تنكس الطيور رؤوسها
ويتجمد الموج على وجه البحر الصارم
وتدور عقارب الساعة بغير صوت
وتنتهي أغنيات الشوق..

ينطلق المحاربون يحملون رماحهم
إلى أعالي الجبال
هناك حيث تركت صدى أغنيتها الأخيرة
يتذكرون الوجع القادم مع الريح
وتتدفق الدماء في قلوبهم
فيقتلون وحش الخوف
ويرمون جثث الحزن…

وحين يعودون
تأتي المواليد
وتدق الساعة الثانية عشرة…

#ريم

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

إغلاق