طائرَ فقد جناحًا… هناك
___________
أسرةٌ وعدت الليلَ بأبخرةٍ ملونةٍ، وضحكاتٍ تغني،
وأجنحةٍ راقصةٍ لفراشاتٍ الرغبةِ،
وطريقٍ معبدةٍ لخيلِ الخيال
فلماذا سريري باردٌ، صامتٌ إلا من مللٍ يخفي وجهَهُ بين كفيِّ الوحدةِ والغياب.
لماذا لا يعانقُ مفتاحُكَ البابَ رغم الحنين؟
ثمة أصدقاءُ تآلفوا، أتربةٌ وعناكبُ،
الصورُ المعلقةُ على الحوائطِ شحبَ لونُها حزنًا على أطرِها التي شاخت،
مرآتُكَ تلك التي كسا وجهَها غبارُ الغيابِ، لا تنظرْ إليها؛
بعد أن تجلوهُ عنها لن تعرفَكَ،
لن تصدقَ ما أنت عليه،
أَأنت أنت؟
الناسُ والأشياءُ ينظرون إلينا من الخارجِ
نحن من نرانا،
أذكرُ أنّي كلما دلفتُ إلى عربةِ المترو
يُسارعُ الجالسونَ بأخذِ يدي وإفساحِ مكانِ أحدِهم لي،
فهل أنا الذي أجلسوه، أم
أنا الذي أعرفُه؟
أنفضُ يديَّ،
خاويةً كما ترَون، طرفا الحبلِ ليس بيديّ، أنا المعلقُ بالمنتصف
خطواتي أبعثرُها كحباتِ قمحٍ لم أُتقنْ حزمَ أجولتِها،
ولم تأتِ شمسٌ تنبئُني أن ثمةَ في الجوارِ
أغنياتٌ للحصاد.