شعر فصحى

أحمد بيومي. / مصر

جثة لرجل مات إثر نوبة ضحك

تقريبًا
يحتالُ ليخرجَ منَ الحياةِ
بأقلِّ خسائرَ
تعمَّدَ أنْ يتأخَّرَ، حتَّى يسبقَهُ الباصُ إلى العملِ
وحينَ عاقبَهُ مرؤسوهُ
بخصمِ يومٍ منْ أَجَلِهِ
فتحَ سوستةَ بِنطالِه وأخرجَ مسدسَه
ثمَّ أفرغَ كلَّ ما في مثانتِه منْ رَصاص..

لم يُغيِّرْ كثيرًا من عاداتِهِ
ظنَّ أنَّ الظلَّ يتبعُهُ
لينقلَ أخبارَهُ
دهسَ عليه وعبرَ
ظنَّ أنَّ العالمَ سيتذكَّرُه
في كلِّ طريقٍ يجتازُه
يرمي قطعةً من جسدِه
حتَّى انتهى
لم يبقَ سوى رأسٍ
وضعَها فوقَ الوسادةِ ونامَ

هنا جثةٌ لرجلٍ
لم تسعْهُ الدُّنيا
ماتَ إثرَ نوبةِ ضحكٍ قبلَ لحظةٍ
وأريدُ أنْ أدفنَه دونَ ضجيج

الآن يستطيعُ أنْ يمدَّ ضحكتَه حتَّى السَّماءِ السَّابعة

أحمد بيومي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً

إغلاق
إغلاق