الثقافةشعر فصحى

ابتهال قاسم

العراق

ابتهال قاسم
……………

هل كان…?

هل كان لزاما علينا
كلّ هذا..؟
هل كان لزاما
أن نعيشَ هذا العشق السري
الموغل بالتأويل والاستبطان والمراوغة
ونمارس كلّ تقاليد الأحزاب والجمعيات السرية
في التواري والكتمان وتسمية الأشياء بغير أسمائها…?
وحتى استعمال لغة أخرى مرمّزة ..ملتوية
لا يفهمها سوانا
مثلا حينما يقول أحدنا … احبك..
نقول وردة
وحينما نقول انا مشتاق لك
نقول نسيم
وحينما نقول موعدنا الليلة
نقول قمر
وحينما نقول أنا حزين
نقول عتمة
وهكذا ……حتى سخرتْ السنوات
واستهزأتْ بنا الحروف
ولكن …الى متى هذا الرحيل ?
في النار او العسل
في الحياة والموت
في الشغف واللهفة
في الرفض والقبول
ماذا يحدث لو قلنا كل شيء
كل شيء… دون وجل او تردد…?
ماذا يحدث لو غنينا أسميّ بعضنا
كما تغني الشحارير لبعضها?
ماذا يحدث لو صرحنا
كما تصرح الورود بالعبق?
ماذا يحدث لو نسينا الحروف الواضحة
والمسكوت عنها
وأطلقنا لها العنان
لتقول كل شيء..كل شيء
حتى لو كان جنونا أو هلوسات
أو عويلا ..?
هناك بحر من الأماني
ولكن بودي أن اصحوَ ذات يوم
وأجدني في غرفتي القديمة ..
غرفة طفولتي ..التي أفقت ذات يوم
فوجدت أسرابا من حمام ابيض..؟
يغني على أفاريزها
فأدركتُ أن العالم بالغ الروعة
بالغ الروعة رغم كل شيء

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

إغلاق