الثقافةشعر فصحى

عمار المسعودي

لاتمسك ْ يدا ً ناعمة ً في الانحدار

نعم أنا أخطِّط ُ لاصطيادك ِ متلكئة ً في كتاب ٍ لا لغة ً فيه سوى الصدفةِ في لقائنا من دون أن نعرفَ بعضَنا من قبل.
كنت ِ يومَها تضعين لحنا ً أسمر َ على حافة ِ موعدنا الذي لم نحددْ له مقعدا ً قبل َ ذلك . لم تلومي تجاهلي لك ِ رغم عطرك ِ الذي قرات ُ شيئا ً عنه في مجموعة ِ ،، نساء فاتنات،،.
لامشبك َ شعرِكِ الذي بلون المشمش في شفتين متخصصتين
بالعصائر التي تشي بغنج ٍ مختف ٍ مثل َ مؤمن يتلكأ في قبول النبوة ، ولا جعلَك ِ خديك ِ مثلا ً في لوحة تشكيلي لم يلائم ْ
مابين تقبيلك وتقسيم الألوان في جدلية تبدو بعد التحقق منها من أنها باهتة . أنا من الصباح وحتى الغروب أبدأ في تجميع ألوانِك ِ ؛ حتى أنك ِ غير ُ راضية ٍ عن ايقافي للحظتك ِ أمام َ المرآةِ ؛ بينما أتقاعسُ من شدَّتك ِ على ألواني عن متابعتك ِ حتى المغيب . كنتِ تثقين بأدواتك الملوَّنة ِ أكثر من ايمانك باللغة ؛ هذا ما جعلني لا أذهب ُ إلى سطوحِ المعاني لتستهلِّي اللعبةَ بالمبالاة ِ ، ولا إلى الصعبٍ والغامض ِ كي تلومي لغتي بحجَّة ِ أنها ليست ْ من شفة ٍ إلى شفة.
شهر ٌ من الضوء ِ أقوم ُ بتسليطِه على وقوفي أمام َ واجهاتِكِ
وأنت ِ بلا رغبة ٍ في هواءٍ أو ضوء ٍ أو حنين ٍ لشجرة ٍ عبر َ هذه النافذة التي لو انفتحت ْ فأنها ستنفتح ُ على جيش ٍ من المنتظرين و على جسد ٍ واحدٍ . أقول ُ : ليست السطوح ُ بريئة ً في أيِّ حال ٍ ، ولا كفُّ عامل ِ البناء ِ ؛ ولا ساعد ُ من يغرس ُ أياما ً ؛ كونهم جميعا ً يترصَّدون ما أنجزوا وذلك بالقاء ِ نظرة ٍ حادَّة ٍ على كلِّ مايجري قبل َ الغياب ِ في ذلك الأفق . سوف لا تتمكَّن ُ من ارسالي مبشرا ً أو نذيرا ً قبل َ أن تجعل َ يدَكَ في يدي مهما كنت ُ لك َ من العاشقين. ولأنك َ لم تُشِر عليَّ باتباع وصاياك َ عن ضجر ِ الوردة ِ وهي تتفتَّح ُ وحدَها بأسرار ٍ وأسوار ٍ لاقِبل َ للهائمين باجتيازها ؛ هكذا أُشفِّر ُ لها أو أُكنِّي رغبتي في بدئها بهدم ِ ربع ٍ من حصنِها ؛ وسأعِدُها أنني سوف لا أسمي دخولي لقلعتها فتحا ً غامضا ً أو مبينا ً .
هو أن تبدأَ برنَّاتك َ من على أجراس ِ البوَّاباتِ وأنت َواضح ٌ مرَّة ً وأنت َ ملتبِس ٌ هكذا يترتَّب ُ عليَّ أن أكون َ ؛ كي أحظى ببعض ٍ من رضاها ، أو أن أكون َ مجرد َ واحدٍ من المنتظرين رغمَ وجودي عندَها صُلبا ً ومتوازنا ً وعاقلا ً ومجنونا ً وشقيَّاً.
اجعليني في الفاكهة ِ ماذا يعني وقتَها غير َ الطعم ِ أوالنكهةِ أو اللّونِ ؟ . أرسميني على النهر ماذا يعني وقتَها غير َ العذوبة ِ أوالجريان أوالنسيان ِ أو العذوبة ِ أو الذهاب ِ متسربا ً في الشِعاب ِ البعيدة؟
لاتمسك يدا ً ناعمة ً في الانحدار أوصاني ومضى!!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

إغلاق